الأحد 20 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الدين عند الله.. مصر

الدين عند الله.. مصر






فى طريقى بالسيارة على كورنيش الإسكندرية قبل المغرب لمحت شابًا ينتطر سيارة أجرة يستقلها ليلحق بالإفطار.. توقفت وعرضت عليه التفضل بتوصيله لعلى أساعده فى الوصول سريعًا لمنزله كى يلحق الإفطار.. اعتذر لى وقال: عفوا لست صائمًا.. أنا مسيحى!

قلت له «وإيه يعنى مسيحى والا مسلم أو فاطر والا صايم»
ضحك وقال: إحنا واحد!
جلست أتأمل الحوار وإذ فجأة وأنا أتصفح السوشيال ميديا وجدت مقطعًا لشاب تقمص دور شاب مسيحى أثناء سيره قبل الإفطار، وكلما عرض عليه الشباب فى الشوارع البلح والعصائر كعادة الأهالى قبل ساعة المغرب قال لهم: أنا مسيحى؟
كل من قال له الشاب إنه مسيحى قال له بدون تردد وفى صوت واحد.. وإيه يعنى مسيحى.. إحنا كلنا واحد!
المقطع مؤثر أجهشنى بالبكاء.
ويقول بوضوح إن أصل الحالة فى الشارع المصرى هى التآلف الاجتماعى، واستساغة فكرة العيش المشترك .

ويقول إن فكرة اختلاف الدين ليست معيارًا فى مستوى التعامل بين المصريين، ولذلك كان لابد من تخليق هذه الحالة وافتعالها وإقحامها فى تفاصيل التعامل اليومى. وبمرور السنين تصبح جزءًا من السلوك أى ما هو مفتعل أصبح فعلًا بعدما نشأ جيل فى ظل حالة التصنيع والتخليق التى تمت.
تأملت المقطع أكثر فوجدت أن الثقافات الوافدة على مصر والمصريين أدت لسلوكيات ومشاعر وافدة تم ربطها بحالة «دينية» هى أساسا حالة سياسية هدفها التمزيق، وضرب الدولة المصرية فى مكامن تماسكها!

لاحظ المقطع بادر بفكرته من لديه يقين بأن رد الفعل المفاجئ سيكون نابعًا من أصل الفطرة المصرية وقبل اتصاله بأى مؤثرات خارجية تم فرضها على الوعى الجمعى. وبالفعل جاءت ردود الأفعال مباشرة تمامًا من عمق الفطرة فطغت حالة الكرم والشهامة والتسامح على المشهد وقبل أن تتلوث الفطرة السليمة بالأيديولوجية الطائفية.
الحق والحق أقول إن الدين عند الله هو مصر!