الأحد 20 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أم خالد سعيد!

أم خالد سعيد!






قبل أيام توفيت والدة الشاب الراحل خالد سعيد.. رحم الله كليهما وجميع الأموات.
سعيد الذى أصر البعض على تسميته بأيقونة يناير ووالدته هما الآن بين يدى بارئهما.
 
اللافت فى خبر وفاة والدة سعيد أنها كانت فى أمريكا، ثم أصرت الأسرة على أن تدفن هناك، كما لو كانت الرغبة الجمعية للأسرة قد اتفقت على قطع أى صلة بثرى هذا الوطن.
 
لا ننكر على أحد رغبته.. ولكن تبقى حرية التحليل متاحة للجميع طالما أن عملية التحليل تتصدى لشخصيات فرضها الرأى العام على المشهد بدليل أن خبر الوفاة تناولته وسائل الإعلام بكثافة.
 
نقول إن حالة الرغبة في الدفن هناك تتنافى مع ثقافة المرأة المصرية المسنة التى خبرت الزمن.  ثقافة راسخة لدى المرأة المصرية ترفض فيها مغادرة منزلها، بما فيها الإقامة فى منزل أحد أبنائها تحت عنوان يكاد يمثل حالة قومية متفقا عليها «لا أستريح إلا فى بيتى».
 
ومن ثم فإن قرار مغادرة السيدة الراحلة إلى دولة أجنبية وغريبة لغة وثقافة يفرز علامات استفهام عن كيفية اختيارها دارا للقرار بعيدا عن وطن عاشت فيه كل سنوات عمرها، وانتمت الى طبقته الوسطى!

سيقولون إنها كانت للعلاج وهو قول وجيه.. لكن يبقى السؤال عن سبب الإصرار على الدفن هناك.. وما هى مدلولاته وما هى دوافعه؟

الشك فى وصيتها بالدفن هناك وجيه أيضا.. سيما وأن ما قيل بأن الوصية فيها اختيار  مواراة جسدها الثرى الأمريكى وليس المصرى أيضا محل تحليل!

إذا عدنا الى ما قبل ذلك سنجد الأسئلة تفرض نفسها على مفهوم الوطن والانتماء الذى زرعته المتوفاة كأم فى وجدان أفراد أسرتها، والذى سينتقل إلى جيل جديد من الأحفاد.
 
ربما أرادت ان تجعل من شاهد قبرها أيقونة لهم.. فأصرت على أن تدفن فى أمريكا!
ولو صدق ما قيل بأن رغبتها فى مواراة جسدها الثرى الأمريكى لماذا أشاعت الأسرة رفض مطلبهم إقامة عزاء للراحلة فى مسجد عمر مكرم بميدان التحرير؟
كل هذه الأسئلة وأكثر ننتظر الإحابة عنها يوم القيامة.. وعند الله تجتمع الخصوم!