السبت 13 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«آخر لحظة»

«آخر لحظة»






ثقافة آخر لحظة، سمة من سماتنا كمصريين، فجأة نكتشف أن غدا أول رمضان، أول أيام العيد، الزحام فى الشوارع لا يطاق، الكل فجأة يجرى فى  الشارع لشراء الفول والزبادى والخيار والخبز  لأول أيام السحور، لشراء ملابس العيد.
ظنى أن هذه الثقافة تحديدا هى  السر الأعظم والأكبر ضمن أسرار عشق المصريين للنادى الأهلى، فى آخر لحظة يعطيك الفرحة الكبيرة، +90 سر، من أسرار الأهلى الكبيرة، مليودراما شديدة التوهج، الفرحة تأتيك بعد أن تظن أن كل شىء انتهى.
هذه الحالة المصرية المتأصلة فينا - آخر لحظة - بدت واضحة أول أمس السبت، فجأة لاحظ المستخدمون لجوجل مع دقات الساعة الثانية عشرة صباحا، تغير شكل محرك البحث، ليضع صورة لسفينة خوفو أو مركب الشمس، احتفالاً بالذكرى الـ 65 لاكتشافها.
جوجل معروف عنه الاحتفاء بالأحداث البارزة التى شكلت تغييراً فى الحياة البشرية وأثرت الحياة الإنسانية، وبالتأكيد لم يكتشف العاملون الحدث بطريقتنا المفضلة «آخر لحظة» ولم يعرفوا فجأة أن هذه هى الذكرى الـ65  للاكتشاف الأثرى الكبير والصحفى اللامع كمال الملاخ للأثر المهم.
الأثر العظيم الذى لم نحتف نحن به ولم نستطع الترويج له بشكل لائق تم اكتشافه  فى عام 1954 عند قاعدة الهرم الأكبر، وقتها الصحفى الكبير الراحل  كمال الملاخ  عثر على حفرتين مسقوفتين عند قاعدة هرم خوفو الجنوبية، وعثر فى قاع إحداهما على سفينة مفككة متقنة النحت من خشب الأرز، عدد أجزائها 1224 قطعة، من ضمنها خمسة أزواج من المجاديف واثنين من زعانف التوجيه ومقصورة.
 أُعيد تركيب مركب الشمس الأولى فبلغ طولها 42 مترا، وقيل إنها من السفن الجنائزية وكانت  تستخدم فى مصر القديمة للذهاب لاستعادة الحياة من الأماكن المقدسة.
بعدها تم العثور  فى محيط الهرم الأكبر على  7 أماكن  تحوى بعضها مراكب الشمس، خمسة منها تتبع هرم خوفو واثنان يتبعان أهرام الملكات.
مركب الشمس «خوفو» لا تتوقف عن إبهار العالم، فكل فترة يثار حولها الكثير والكثير من الجدل أشهرها عندما تم العثور على أكثر من 50 قطعة معدنية، فى أحد المراكب وهو ما عزز فرضية أن مراكب الشمس كان لها أدوار وظيفية، وذلك على خلاف ما كان سائدًا من أنها لعبت أدورًا رمزية فقط.
اختصار مخل بالتأكيد لقصة مراكب الشمس، وهذه ثقافة أخرى ندمنها، الاختصارات المخلة!
لكن مالا ندمنه وليس فى ثقافتنا على الإطلاق هو الخطط المدروسة، انتهاز الفرص والترتيب الجيد لأى حدث، التسويق عليه عامل مهم جدا، ونحن فى التسويق نحصل على صفر كبير دائما، فأقصى ما نفعله عندما يزور مصر نجم كبير ومشهور أن نصوره يركب الجمل فى الأهرامات.
أرجوكم كفاية صور الجمال فى الأهرامات، والمزمار البلدى والجلاليب، أرجوكم التسويق السياحى فن كبير، سنغافورة مثلا لديها تجربة عظيمة يمكن أن نستفيد منها، السائح هناك بمجرد وصوله للفندق يجد جهاز موبايل عليه جميع الخدمات والتطبيقات التى يحتاجها
هذا الموبايل يوفر خدمة التواصل المجانية والمباشرة بين السائح والفندق وبين السائح وكل أفراد أسرته الموجودين معه، كما يجد عليه جميع أرقام الخدمات التى يحتاجها خلال رحلة سفره.
نحن فى مصر نحتاج مثل هذا «الأبلكيشن» على الموبايل ويكون به عناوين  الفنادق وأماكن السكن بكل أشكالها وأسعارها، وفيديوهات مختصرة ومعلومات دقيقة عن الأماكن السياحية مصنفة حسب المحافظات، وجزء خاص بالخدمات والأرقام السريعة، وأن يكون للتطبيق خدمة خط ساخن متاح بجميع اللغات 24 ساعة للرد على استفسارات أى سائح فى مصر.
ومن نعم الله على الأجيال الحالية المقدرة على التعامل مع  التطور التكنولوجى الكبير، لذلك علينا أن نبحث عن طرق جديدة للتسويق والترويج للسياحة عبر مواقع التواصل الاجتماعى، واستغلال مناسبة مثل مراكب الشمس لتكون هى القصة الرئيسية لعدة أسابيع فى تلك المواقع.
فلا يعقل ومن غير المنطقى أن دولة بحجم مصر وإمكانياتها وجوها الساحر وشواطئها الخلابة وآثارها التى لا يوجد لها مثيل فى العالم تفتقر إلى الفكر الجديد فى التسويق ونظل على مدار ما يقرب من 30 عاماً نسوق مصر بالتنورة والمزمار البلدى.