
رشدي أباظة
الإخوان فى الروهينجا!
منذ ظهور تيارات الإسلام السياسى وعلى رأسها تنطيم الإخوان نجد توظيفًا وإحياء للفتن الدينية فى العالم كله.
لا تجد أزمة إلا وسكب النار عليها وإشعالها صار معلومًا من التوظيف السياسى بالضرورة.
لعل الجميع يذكر كيف آثار هؤلاء قصص الحرب الأفغانية الروسية، وجعلوا منها مظلومية قاموا بنشرها فى المساجد والجامعات والمدارس تكسبوا منها.
كيف فعلوا نفس الأمر مع أحداث كوسوفا وألبانيا والعراق والصومال!!
فى كل أزمة يخرجون منها وإليها يوقدون نار الفتن الدينية ويضفونها على الأوضاع الداخلية، يتكسبون من ورائها ويحصدون شعبية جماهيرية على جثث الأوطان.
موخرًا ظهرت أزمة مسلمى الروهينجا، بؤرة توظيف جديدة.
يقومون الآن بإشعال جذوتها. يحاولون العودة من خلالها إلى شعبيتهم التى رحلت.
لم تعد تجدى لدى الناس المظلوميات التى دأبوا على إقامتها.
من بين أهداف البؤرة الجديدة استنزاف الصين وإظهارها تقود العداء ضد المسلمين فى العالم كى يترتب عليها الآتى:
١- حملات مقاطعة المنتج الصينى
٢- استهداف مصالح صينية فى الدول الإسلامية
٣- عودة مبررات جمع التبرعات لمسلمى بورما، والتى ستستخدم فى إعادة إعمار تنظيم الإخوان!
كل ذلك كى لا يتم تصنيف «الإخوان» كتنظيم «إرهابى» فى أمريكا.. وكى تزداد الضغوط للإفراج عن الإخوان لتوجيه دفعات إلى بورما أو لاستخدامهم فى الشحن المعنوى والجهادى للالتحاق بمعسكرات الجهاد هناك.. بعدها ننتظر فى مصر تنظيم «العائدون من بورما»!
نهاية العام ٢٠١٨ أعلنت بنجلاديش المسلمة أنها ستعيد لاجئى «الروهينجا» على أراضيها إلى بورما.. تخيل بنجلاديش المسلمة!
ما يحدث الآن هو استخدام دينى معتاد لأزمة إسلامية مختلقة وليست حقيقية.
الأزمة هى جزء من صراع أمريكى صينى، وبالتالى سيتم خلق بؤرة جهادية جديدة فى «بورما» على حدود الصين أشبه بما تم فى أفغانستان على حدود روسيا لتكون قبلة جاذبة لتيارات الإسلام السياسى من كل العالم بما يشبه إعادة تأهيل تنظيم القاعدة تحت أى مسمى، بل وإعادة إيجاد دور إخوانى فى ثوب المدافع عن الدماء المسلمة.
وكما ظهر عبدالمنعم أبوالفتوح فى معسكرات مجاهدى أفغانستان علينا أن ننتظر محمود حسين فى معسكرات الروهينجا.. سيتم تسريب الصورة!