الأحد 20 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«watch it» شاهد عودة الحق

«watch it» شاهد عودة الحق






ما نشاهده ونعايشه هذه الأيام من تطورات فى صلب المنظومة الإعلامية المصرية هو بمثابة أمل، فى الانتقال بالإعلام المصرى نقلة مميزة وجديدة غير مسبوقة، وتعكس بشكل فعلى وحقيقى مقولة التفكير خارج الصندوق.
لأول مرة نجد تنفيذا عمليا وترجمة فى الواقع لفكرة حماية الحقوق المصرية التى جرى نهبها لسنوات طويلة، وتفرقت بين الشاشات والفضائيات، وعجزنا نحن أصحابها عن الاستمتاع أو الاستفادة بها، بينما غيرنا يتمتع بها ويعرضها علينا أو يمنعنا عنها، ويستثمر قيمتها فكرا وثقافة وفلوس ونفوذ.
مشروع «ووتش اِت» أو «شاهد» ليس مجرد عمل تجارى يستهدف جمع الفلوس، أو حرمان الناس من المشاهدة المجانية، لأنها متوافرة عبر شاشات التليفزيونات، إنما هو وسيلة لإنهاء عصر طويل من سرقة التراث المصرى واستباحة الإبداع الفنى المصرى، وهى حالة لعهود وحقب طويلة بُح صوتنا من المطالبة بها.
لقد أهلت علينا عصور، كنا نتابع بأسى وحزن عبر فضائيات عربية الجريدة الناطقة السينمائية، والتى تمثل تأريخا لمراحل من عمر الوطن، ولا نجدها على شاشاتنا وبرامجنا التليفزيونى، وهى حالة للاسف امتدت أيضا إلى الأعمال الدرامية، والأفلام السينمائية.
ما أكثر ما أصابنا من حالات دهشة وأسى، ونحن لا نستطيع مشاهدة الكثير من تراثنا السينمائى، وأفلامنا التاريخية عبر شاشات التليفزيون المصرى والفضائيات الوطنية، واضطرارنا إلى متابعتها عبر فضائيات أخرى، فى زمن كان الحديث فيه عن نهب وسرقة التراث الفنى المصرى وبيعه أو اهدائه للأصدقاء والأشقاء، واحتكارهم له، من دون حقنا فى عرضه أو الاستمتاع به.
تراثنا الفنى والثقافى جزء من روافد القوة والقوى الناعمة المصرية، ويمثل مصدر قوة ونفوذ مؤثرا فى تكوين ثقافات الرأى العام فى أى مكان من منطقتنا العربية، وهو من عناصر الجذب والانتشار، لذلك حرص الكثيرون غيرنا على التقاطه والاستحواذ عليه للاستفادة منه، وفوق كل ذلك هو مصدر دخل مالى عالى القيمة جراء عمليات تسويقه.
من هنا تمثل عملية «ووتش اِت» مرحلة مهمة، وخطوة جريئة، كنا فى مسيس الحاجة لها، وغابت عنا طويلا، وان حلولها فى الواقع سيتيح لنا استرداد الكثير مما فاتنا، واستثمار تراثنا فى تطوير واقعنا، والاستفادة بالعوائد المالية لتطوير ماسبيرو.
ظنى أيضا أن هذا المشروع القائم بالتعاون بين إعلام المصريين وبين الهيئة الوطنية للإعلام، سيتيح اختراقا مهما للثقافة والفنون المصرية لهواتف الحمول، ويصل إلى الناس بمختلف فئاتها العمرية، واهتماماتها الثقافية، حيث تكون وأين ما تكون فى أى لحظة، وهى خطوة مهمة فى تحقيق التفاعل والتواصل المطلوبين.
نحن فى لحظة يعود الحق فيها لأصحابه، ونشاهد مشروعا سيلعب دورا مهما، فى عودة ماسبيرو زمان، إلى ماسبيرو الغد، وسيسهم فى تلبية احتياجات مطلوبة مهمة لاستعادة القوة والقوى الناعمة المصرية لنفوذها ودورها.