
رشدي أباظة
الصلاة السياسية!
هالنى مشهد إمامة السفير البريطانى فى السودان للمصلين فى الخرطوم.
مشهد أعاد فى ذاكرتى حكايات التوظيف السياسى للدين.
حيث من المؤكد أن السفير البريطانى فعل ذلك قاصدا ظهوره فى هذا المشهد ليدغدغ عواطف أهل السودان والسياسيين المتأسلمين منهم وهم كثر!
بريطانيا الآن تعيد تأهيل التنظيم الدولى للإخوان وزرعه فى البنيان السياسى السودانى الجديد.
فرصة ذهبية يتم تشييدها على الحدود المصرية!
الصلاة التنظيمية تمت بعد تجديد وضوء التنظيم بدماء المصريين.
ما تفعله بريطانيا دليل دامغ على أن «التنظيم الإخوانى» لم يعد أداة إنجليزية فقط بل شريك حيوي وجزء رئيسي من الإمبريالية الغربية والسلوك الاستعمارى لها!
إمامة السفير البريطانى للمصلين السودانيين استخدام سياسى معلن للصلاة.
ودليل وإشارة على تواصلات بلاده مع تيارات إسلامية على أرض السودان لتمكينها من التواجد فى التركيبة السياسية القادمة للسودان.
ومن ثم يصبح الإخوان جزءًا من المكون السياسى السودانى الجديد. والهدف هو إحاطة مصر بأنظمة إخوانية.
من هنا نعيد ونكرر: التنظيم ينتحل صفة الأنظمة!
لم تبهرنى حركة السفير البريطانى. فلقد درست وخبرت واطلعت ورأيت قديما وجديدا كيف يتم استخدام السياسة للدين بدءا من قتل الخليفة عثمان بن عفان واستخدام قميصه ذريعة دينية لمآرب سياسية حتى توبة الداعية السعودى عائض القرنى التكتيكية الأسبوع قبل الماضى!
غدًا نكمل