
رشدي أباظة
سفير جهنم!
وقف السفير البريطانى فى السودان إماما متبوعًا يصطف خلفه بعض السودانيين كما لو كان المسلمون من أهل السودان قد عقموا عن التقدم للإمامة. وكما لو كانوا اتفقوا على ترك الزمام للسفارة البريطانية!
الإمام البريطانى ربما يعقد بعد الصلاة حلقات للدروس الدينية جمهورها من المصلين ينصتون له ويستمعون فإذا به يتسلل من خلال الصلاة إلى مساحات الوعى السياسى فى وجدان المصلين التابعين. فإذا ظهر هذا السفير فى المشهد السياسى بعد ذلك باعتباره ناصحا أمينا لأبناء أمته الإسلامية حتما سنجد من بين هؤلاء المصلين إخوانيا يقول «رضيناه للدين.. أفلا نرضاه للدنيا»!
سفير لندن يتقدم للإمامة مستخدمًا الصلاة وسيلة لكسر حواجز اللغة والارتقاء فوق ثوابت السيادة الوطنية.
بدا وكأن الرجل قد كلف من أجهزة بلاده على وضوئه السياسى ليقول الآتى:
١- قاعدة الاتفاق فى السودان يجب أن تتم على أرضية دينية.
٢- المشروع السياسى المتأسلم الجديد فى السودان سيتم بقيادة انجليزية.
٣- الدين قيمة عابرة للحدود تجب الجنسية وتجب الوطنية المحلية!
بريطانيا من أوائل الدول الكبرى فى قرون العالم الماضية، التى استخدمت الإسلاميين ووظفتهم سياسيا.
هى أول من أنشأت تنطيم الإخوان ومنحته أموالًا كى يكون خنجرًا مسمومًا فى خاصرة بلادنا.
مشهد إمامة سفير لندن للصلاة فى السودان يختصر كل معانى المؤامرة على منطقة الشرق الأوسط.. ألا لعنة الله على سفير جهنم!