الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الطاعة والأخلاق

الطاعة والأخلاق






لاشك ان كل إنسان يتمنى ان تكون طاعته مقبولة، فيجتهد فى عبادته وعمله كى يتقبل الله منه.. ومنا من يعتقد ان طاعته تقبل  لأنه يخلص فيها دون أن ينظر إلى أخلاقه مع غيره من الناس، وكثير ما نرى من يحرص على الصلاة والصوم والزكاة والحج، ويشهد من حوله انه عبد مؤمن  لله، لكنه لا يعامل الناس بالخلق الحسن، ويتحدث مع من دونه بكبر أو بتعال ... ويرى فى نفسه خير من غيره .
إن الطاعة لابد لها من أخلاق تصحبها، فلا طاعة لمن لا أخلاق له، ولذلك كان التوجيه الربانى فى كتابه الكريم لذلك حين وصف نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم : فبما رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فالله تعالى يوضح لنا ان برحمته جعل نبينا الكريم لين الخلق وكثير الاحتمال .
ولأهمية الخلق  نبهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فقال  اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن  وهو ما فسر معناه العلماء بأن رسول الله طلب منا  مخالطة الناس  بخلق حسن أي  بالمجاملة فى المعاملة وغيرها، من نحو طلاقة وجه، وخفض جانب، وتلطف وإيناس وبذل ندى وتحمل أذى، فإن فاعل ذلك يرجى له فى الدنيا الفلاح، وفى الآخرة الفوز بالنجاة والنجاح.
إن المسلم الحق عليه أن يعامل الناس بما يحب أن يعاملوه به، وان يعلم  أن أثقل ما يوضع فى الميزان الخلق الحسن، فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحبكم إلىَّ وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا. وحسن الخلق من صفات النبيين والمرسلين وخيار المؤمنين، لا يجزون بالسيئة السيئة بل يعفون ويصفحون ويحسنون مع الإساءة إليهم.
إن حرص الإسلام على الأخلاق من شانه أن تنضبط الحياة وتكون متسعة للجميع، وأن يأمن فيها بعضنا لبعض،  ومن من الفقه النبوى فى التعامل مع الناس: معاملتهم بحسن الأخلاق، وعلى حسب طبائعهم واختلاف بيئتهم وثقافتهم ومكانتهم فى قومهم، مع مراعاة عدم تعدى حدود الله، وهذا منهج نبوى كريم، واتباعه تطبيق لقول  الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.