
صبحي مجاهد
ليلة بألف شهر
ليلة القدر هى منحة وهبها الله تعالى لعباده المؤمنين من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ورغم اختلاف أقوال العلماء فيها كثيرا، حتى أن بعضهم جعلها متعددة، وأنها فى العشر الأواخر من رمضان، وفى الليالى الفردية منه، وبخاصة ليلة السابع والعشرين من رمضان، إلا أن إجماع الأمة على أن تلك الليلة هى ليلة السعة وليلة ذات قدر عند الله عز وجل يكفى أن نعلم أن ليلة القدر هى ليلة نزول القرآن الكريم، الله عز وجل أنزله فى هذه الليلة إلى بيت العزة فى السماء الدنيا دفعة واحدة.
وليلة القدر فرصة للتصالح مع الله عز وجل ومع الخلق، ومن كان يريد مصادفة ليلة القدر فلا يكفيه تحرى ليلة بعينها ولا تحرى الليالى الفردية ولا تحرى ليالى رمضان وإنما ليلة القدر تدرك بالإخلاص وبسلامة النيه وبالتصافى وبالتصالح.
وللأسف كثير ممن يجتهدون لنيل فضل ليلة القدر قد يكونون أبعد ما يكون عنها فلا يدركها عاق لوالديه، ولا قاطع لرحمه، ولا مدمن للخمر، هكذا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن كان فيه خصلة من هذه الخصل المذمومة – وهى خصال لا ينبغى أن تكون فى مسلم- فعليه أن يدعها حتى يكون من أهل ليلة القدر، ومن ثم على المسلم كى ينال ثواب تلك الليلة ان يبعد نفسه عن كل الآثام التى قد تمنعه من تحصيل هذا الثواب العظيم، وأن يصلح من نفسه لأن الله يطلع على قلوب عباده.
وعلى المسلم أن يجتهد فى العبادة وأن يقوم ليالى رمضان الأخيرة حتى يصيب فضل هذه الليلة، ويجتهد فى العبادة .. لأن ليلة القدر من صادفها يحصل فيها من الثواب ربما ما لا يحصل عليه فى عمره كله، فهى ليلة خير من ألف شهر أكثر من عبادة ثلاثة وثمانين سنة وهى تزيد على كثير من أعمار أمة محمد صلى الله عليه وسلم التى ما هى ما بين الستين والسبعين.