
احمد رفعت
المشروع المصرى وقمة «التعاون»!
بعد خطاب تاريخى أمام القمة العربية التى انعقدت الخميس الماضى بمكة المكرمة قدم فيه الرئيس عبد الفتاح السيسى مشروعا متكاملا لإنقاذ الأمة العربية مما تعانيه يستند فى الأساس إلى وحدة الصف العربى ودفاع العرب بأنفسهم ـ بأنفسهم ـ عن قضاياهم وقبل ذلك كله إطفاء نيران الصراعات المشتعلة فى بعض البلدان العربية وهو الطرح الذى قدمه الرئيس السيسى مرارا..
نقول: بعد هذا الخطاب التاريخى يعود الرئيس السيسى مساء أول أمس وفى القمة الثانية التى يحضرها الرئيس وهى قمة منظمة التعاون الإسلامى، عاد الرئيس السيسى ليقدم أيضا مشروعا لمواجهة ما تتعرض له أمة الإسلام والإسلام نفسه..فها هو الرئيس يعلنها صريحة « إن علينا مهمة مزدوجة فبالإضافة إلى مهام مكافحة الإرهاب وما يتصل به من خطاب متطرف يتاجر بالدين ويشوه صورته وتعاليمه السمحاء فإن هناك جهداً موازياً مطلوباً لمكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا والتمييز ضد المسلمين ونشر خطاب الكراهية ضدهم» الرئيس غاضبا من الصورة التى تم تصديرها عمدا للعالم ضد الإسلام وحملت دين السماحة والرحمة للعالم باعتباره دينا للقتل والتفجير والإرهاب.. لذلك يضيف مباشرة: «لم يعد مقبولاً السكوت على خطاب التمييز والكراهية ضد العرب والمسلمين، ومحاولة إلصاق تهمة الإرهاب والتطرف بديننا الحنيف الذى هو منها برىء»!
كان يمكن للرئيس السيسى أن يتناول روشتة ضد التطرف وغضبا ضد التمييز ضد المسلمين ولا يتناول القضية الفلسطينية على الأقل لتناولها فى كلمته أمام القمة العربية التى سبقت قمة «التعاون الإسلامى» بساعات إلا أنه يأبى إلا أن تكون القضية الفلسطينية حاضرة فى كل حضور سياسى وأمام أى تجمع لسياسيين ليس فقط لمنع «القيل والقال» من تربص بالمواقف المصرية وإنما لأنها قناعة مصرية حقيقية لذلك كان الرئيس صادقا حين يقول: «آن الأوان لمعالجة جذرية لأصل هذه المأساة المستمرة لأكثر من سبعة عقود من خلال العودة الفورية لمائدة المفاوضات لإنهاء الاحتلال وحصول الشعب الفلسطينى على حقوقه الشرعية وغير القابلة للتصرف هذا هو الطريق الوحيد للسلام العادل والشامل فى المنطقة والعالم كما أنه السبيل لقطع الطريق على مزايدات الإرهابيين المتاجرين بمعاناة الأشقاء الفلسطينيين.»!
قضايا العالم العربى الأخرى كانت حاضرة كما هى حاضرة فى كل مرة يقف الرئيس السيسى فيها مخاطبا أى تجمع من القادة العرب والمسلمين..كانت الأزمة السورية والصراع فى ليبيا والحرب فى اليمن والاضطرابات فى كل من الجزائر والسودان مع تعهد بدعم مصر لأى خطة تساهم فى معالجة كل هذه القضايا..
إنها مصر الكبيرة العظيمة..