السبت 19 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لماذا سيناء؟

لماذا سيناء؟






سيظل إصرار منظمة هيومان رايتس ووتش على إثارة الزوابع حول ما يجرى فى سيناء محل شكوك وتساؤلات عميقة لن تتوقف إلا إذا توقفت هذه المنظمة عن محاولاتها الإساءة لما يتم من نجاحات ضد الإرهاب، وظنى أنها لن تتوقف، لأنها لوفعلت لانتهت.
لن أخوض هنا فى أى حديث عن مضمون التقرير وما تضمنه من وقائع سبق للدولة المصرية أن أعلنت ردودا عديدة على هذه الاتهامات الفاسدة الباطلة، وسبق أن تناولت منظمات حقوقية وطنية بالرد والتفنيد على مثل هذه الادعاءات، فالحقيقة أن الأمر تجاوز كل الخطوط، ولكن بالصدفة كشف عن حقيقة ما تستهدفه هذه المنظمة.
سيناء هدف لدوائر دولية معادية، والقصة ليست فى الإخوان الإرهابية أو خلافه، إنما هذه الجماعة وغيرها أدوات، لهيئات ومؤسسات مخابراتية، تعمل من خلف الستار على إثارة الأزمات والصراعات فى مناطق مختلفة من العالم لتحقيق مصالح لدولها عبر وسائل لا يمكن استخدامها علنا، وإنما من خلال أدوات أخرى يتحقق من خلالها هذه الأهداف.
طرحت تساؤلا فى عنوان المقال.. لماذا سيناء.. هل هى النتائج الإيجابية للحرب على الإرهاب؟ هل هى محاولات لتعويق عمليات التنمية التى تتم على أرضها؟ هل هى ضمن مخططات إقليمية أكبر من كل هذا؟ هل هى غطاء لتوفير الدعم السياسى لجماعات الإرهاب ومنها جماعة الإخوان؟ هل هى من وسائل الدعم السياسى للجماعة الإرهابية المسماة بالإخوان حتى تعود للحكم؟ أوعلى الأقل لتشارك فيه؟ أم أنها الوسيلة الأنسب لتحويل الحرب ضد الإرهاب إلى تسمية الصراع السياسي؟ واعتبار الإرهابيين حركات سياسية للتعامل معها باعتبارهم منافسا لنظام الحكم؟
هى إشارات عديدة ومتنوعة لتفسير الإصرار على سيناء فى البيانات والتقارير المغلوطة المنحازة لهذه المنظمة، وكلها ممكنة ويُمكن توقعها، خصوصا أننا نتحدث عن مؤشرات ودلائل واضحة تعكس إجابات يقينية وجلية لكل هذه التساؤلات.
ويتبقى ما لم يتم تناوله حتى الآن، وهى قضية العصر والمستقبل، الغاز، مصدر الطاقة الأساسى للمستقبل، وما يجرى حاليا فى البحر الأبيض على شواطئ سيناء من اكتشافات لآبار ومصادر غاز جديدة  «نور»، لا تقل أهمية عن حقل  «ظٌهر»، وتأثير ذلك العميق على مصالح دول إقليمية، تحاول اقتناص الفرصة لتنضم إلى نادى «صُناع المستقبل».
ربما يقول البعض وما هى العلاقة بين هذه الكلام وبين تقرير منظمة حقوقية؟ والحقيقة هو تساؤل مشروع، وتكمن إجابته فى متن ومضمون التقرير، الذى تجاوز باستخدام مصطلحات وتوصيفات تخرج تماما عن نطاق المفهوم الحقوقى، وتجعله فى مصاف التقارير السياسية، وهى مصطلحات درجت الجماعات الإرهابية والسياسية على استخدامها، وجاء التقرير ليُكررها، فى محاولة لتعميق وترسيخ معانيها.
توصيف سيناء بأنها أرض صراع مع جماعات مسلحة، وليست أرض حرب على جزء منها لمواجهة ومكافحة الإرهاب، هى محاولة لمراكمة مفهوم محدد، وترسيخه فى الأذهان، لإتاحة الفرصة للتدخل الدولى للوساطة والحسم بين فريقين متصارعين، بما يتيح تواجدا دوليا لقوى مختلفة على أرض ستصبح حدودها الشرقية والجنوبية متاخمة وملاصقة لمصادر الطاقة الأساسية من غاز أو بترول.
تقارير هيومان رايتس ووتش مخلب قط، ليس فقط للدفاع عن جماعات الإرهاب أو لتوفير غطاء دولى لتبرير تصرفاتهم، إنما وهو الأهم محاولة «لتدويل سيناء» ويقينا مكتوب لها الفشل .