الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«آسفين ياماجدة»

«آسفين ياماجدة»






طوال الأسبوع الماضى كنت أخطط للكتابة عن أيام العيد، والفرحة، أكتب حاجة لطيفة مبهجة، أو حتى أسعار الكعك، والضجة على علبة كعك بـ 6 آلاف جنيه، وكيف تغيرت ثقافتنا من «اللمة والفرحة» بعمل الكعك والبسكويت فى البيت إلى التفاخر بالشراء بأسعار خيالية.
خططت للربط بين ماأثير حول سحور البيض المدحرج فى بداية رمضان والكعك المبالغ فيه فى نهاية الشهر الكريم، من زاوية حب التفاخر وإثبات أنك دخلت طبقة مختلفة عن طبقتك حتى ولومرة واحدة فى حياتك.!
خططت لكل ذلك لكن حكاية ثانية سيطرت على كل أفكارى وعقلى، حكاية سخيفة، مؤلمة، تثير الحزن فى النفس، باعتذر لكم مقدما عما ستسببه لكم من حزن فى أيام العيد .
«ماجدة» طالبة بكلية الآداب جامعة المنصورة الفرقة الثالثة قسم يونانى ولاتينى، فى امتحان مادة «نصوص يونانية» طلبت الذهاب للحمام، ألحت على الأستاذ الجامعى عدة مرات لأن ظروفها الصحية تمنعها من السيطرة على نفسها .
الأستاذ الذى من المفترض أنه مرت عليه ولو بالصدفة، فلسفة سقراط وافلاطون وارسطو، وقيم العدل والحق والخير والجمال، التى يتم تدريسها ضمن منهج «نصوص يونانية» لم يستجب، رفض بشدة، فماذا حدث.
عفوا التفاصيل تثير الغثيان من هذا الكائن الملقب للأسف بالأستاذ الجامعى، ماجدة لم تتحكم فى نفسها وتبولت وتغوطت فى ملابسها بشكل لا إرادى، فهل سمح لها هذا الكائن الذى لايستحق لقب إنسان أن تذهب للحمام ؟!
ماجدة فى محضر الشرطة الذى حررته ضد هذا الكائن،قالت إنها أكملت الامتحان مبللة!.
أى نوع من القهر والقمع  والاستبداد هذا ؟! .. كيف يكون هذا  الكائن أستاذا جامعيا، ماالذى يقدمه لطلاب الجامعة، بالتأكيد  سيظل يمارس ساديته وأزماته النفسية على الطلبة  ويخرج لنا جيلا كاملا من المشوهين!
تصرف ماجدة وزوجها بعد ماحدث،تصرف  فى منتهى الأهمية والرقى والاحترام  ، زوجها وقف داعما لها،لم يخجل، لم يواصل سلسلة القهر المتأصلة فى البعض خاصة لو الحكاية فيها بنت، لم يرفع شعار ا لجهل والجهلاء  الذى يسيطر على الكثيرين «نلم الموضوع وبلاش فضايح دى برضوا بنت ومايصحش».
  ذهب معها لقسم الشرطة لتحرر  محضرا  بالواقعة، هذا تصرف راق فى مواجهة موقف عبثى من الطراز الأول، موقف لايتصوره ولا يتخيله كل صناع الدراما  ومؤلفى  الحكايات والأساطير عن الولد الذى تربى بين الحيوانات فى الغابات، وبنات بلاد الواق الواق، وبلاد آكلى لحوم البشر.
«الجامعة» طبعا بعد ما أثير عن حكاية «ماجدة» فى السوشيال ميديا، تدخلت وأوقفت هذا الكائن وأحالته للتحقيق ومنعته من المراقبة، وأخرجت بيانا رديئا مخجلا عن حق كل طالب فى دخول الحمام!
بصراحة موقف الجامعة لم يكن مهما بالنسبة لى على الإطلاق، موقف ورد هذا الكائن على ماحدث هو ماكان يعنينى، ماذا قال ؟ كيف يرى الموقف ما وجهة نظره ؟ من حقه يقول وجهة نظره، يدافع عن نفسه،يقدم لنا مبرراته، فلا يصح أن نقهره ونعامله بالمثل.
عفوا لو أعصابك مش حديد أو عندك ضغط أو قلب أو أى مرض،رجاء لاتكمل القراءة، فماقاله هذا الكائن نوع آخر من العبث والاستفزاز، ولن أتدخل فيما قال، سأنقل لكم ماقاله مدافعا عن نفسه ومبررا جريمته.
قال: «كنت بنفذ تعليمات وزارة التعليم العالى وقرار رئيس الجامعة للحد من الغش، خاصة أن بعض الطلاب يلجأون لتلك الحيلة ويضعون المذكرات والكتب داخل دورات المياه، ولم أعلم مطلقًا بالحالة الصحية للطالبة، ولو كنت أعلم ذلك كنت ذهبت لتوصيلها بنفسى».
وأضاف: «التعليمات الصادرة بشأن قواعد المراقبة على أعمال الامتحانات واضحة وعلى الجميع الالتزام بها، فلا يمكن لأى طالب أن يخرج من باب اللجنة دون مرافق، وهى طالبة تحتاج لمرافقة «سيدة» من الهيئة المعاونة أو موظفات الكلية، وعدد الطلاب ضخم مقارنة بعدد العاملين بالكلية، ما أدى إلى تأخر المرافقة، فحدث ما حدث».
التعليمات وبنفذ تعليمات وزارة التعليم العالى،التعليمات واضحة وعلى الجميع الالتزام بها وحدث ماحدث !
من البداية لم أقل لكم اسمه وحتى لا أتصور أن أقول عليه سوى كائن ما، فما فعله ومايقوله مبررا للجريمة التى ارتكبها يؤكد أنه لايمكن أن  يكون إنسانا قرأ افلاطون وسقراط وأرسطو، أو حتى عرف شيئا عن قيم العدل والحق والخير والجمال التى تحتفى بها بشدة النصوص اليونانية.