الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حب الحياة من الدين

حب الحياة من الدين






كثير ما يعتقد البعض أن الدين والحياة لا يجتمعان  وأن الدنيا هى عدو المؤمن، وأنه ينبغى أن يفر منها فى كل وقت كى يغتنم هذا الوقت فى العبادة، ولا يعلم من يعتقدون هذا الأمر أن الدين والدنيا لا ينفصلان، فالدين نزل لإعمار الحياة، والعيش من أجل أن تكون الدنيا كلها فى طاعة الله 0
وقد يتعجب هؤلاء عندما نؤكد أن حب الحياة من الدين ، بل إن علماءنا  ألفوا فى حب الحياة  فقها  أسموه فقه حب الحياة، وهو فقه  يحقق إسعاد البشر بتعميرهم الأرض.. وحب كل ما فى الكون من كائنات، فالدين لم يأت من أجل الموت، وإنما من أجل العيش فى سبيل الله.
وفى هذا الأمر يقول عالمنا الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومجدد الفهم لحقيقة الدين:إن القرآن منهج حياة ولا يقرأ إلا بمنهج، فلا تجوز التجزئة عند الفهم.. وأن الاجتزاء فى قراءة القرآن يؤدى لتفسيرات خاطئة وتطبيقها خطيئة تقترف باسم القرآن.... فلم يظلم الإسلام مثل بعض مسلمين من كارهين متعصبين مكفرين، هم لا يعرفون من الدعوة سوى عذاب النار وثقافة الخوف- العذاب ينشرونها - هم  فى واقع الأمر ليسوا غير منفرين فإنهم لعاجزين عن رؤية نورانية الدين فى علاقة الخلق بالخالق، يرونها قهرا وتخويفا ووعيدا.. ثقافة موت تسببوا فى إشاعتها عن الإسلام والدين عنها أبعد ما يكون.
والدين كما يؤكد علماؤنا هو هداية للناس أجمعين.. والإسلام الحق يغرس حب الله لا الخوف منه.. الحب والتفانى الأقوى والأعمق والأقرب إلى الله..  وأن الإسلام ليس كما يصورونه فى الغرب ليس بأيديولوجية صراع وقتال ولا الموت هو الغاية بل الإسلام وعى فعال بقيم الحياة وليس صراعا مدمرا للحياة، فلا يمكن اختصار الدين فى صراع وقتال بل هو أرحم وأوسع من هذا بكثير: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» الدين لا يحتاج للصراع إنما تهذيب الصراع.
وكلمة حق، فإن الإسلام أتى ليغرس الحب فى القلوب، ويجعل كل إنسان محبا لما حوله من بشر ونبات، وحتى الجماد،  بل جعل الحب هو أعلى درجة فى الإيمان بالله فالمحب يعمل ويجتهد من دافع محبته، وليس بدافع مقابل.. فالدين محبة، وهذه  هى رسالة الإسلام لأتباعه، وللعالم أجمع.