الصبر على البلاء

الصبر من أجًل القروبات إلى الله سبحانه وتعالى وأن الله يجازى أهله بغير حساب « إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب» وجعل الله الصبر فى مواضع خمسة هى من أشد ما يبتلى به الإنسان فقال «ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وانا اليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون».
ويقول النبى صلى الله عليه وسلم «ما يزال البلاء بالمؤمن فى نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة»، ولقد مر النبى بامرأة تبكى عند قبر فقال لها اتقى الله واصبرى فقالت اليك عنى فإنك لم  تصب بمصيبتى ولم تعرفه فقيل لها إنه  النبى فقال لها  إنما الصبر عند الصدمة الأولى.
 وفى الحديث القدسى «ما لعبدى المؤمن عندى جزاء اذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة «واخبرنا النبى ان الطاعون كان عذابا يبعثه الله تعالى على من يشاء فجعله الله رحمة للمؤمنين فليس من عبد يقع فى الطاعون فيمكث فى بلده صابرا محتسبا يعلم أنه لا يصيبه الا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد».
 وقد جاء «أن الله عز وجل قال يا جبريل ما جزاء من سلبت كريمتيه «عينيه» قال جبريل سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا قال الله تعالى جزاءه الخلود فى دارى والنظر إلى وجهى وعن عطاء بن ابى رباح قال.. قال لى ابن عباس رضى الله عنه الا اوريك امرأة من أهل الجنة؟ فقلت بلى قال هذه المرأة السوداء أتت النبى صلى الله عليه وسلم فقالت إنى أسرع وانى اتكشف «تنكشف عورتها» فأدعو الله تعالى لى قال إن شئتى صبرتى ولكى الجنة وأن شئتى دعوت الله أن يعافيكى فقالت اصبر يا رسول الله وقالت انى اتكشف فأدعو الله الا اتكشف فدعا لها.
وكان صلى الله عليه وسلم إمام الصابرين فقد أبناءه وهو حي الا فاطمة وصبر على إيذاء الناس وخاطبه ربه بقوله فأصبر كما صبر اولو العزم من الرسل وقال اصبر وما صبرك إلا بالله.
أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر