
رشدي أباظة
«أرطغرل» فى مطروح و«سليم الأول» فى الزيتون!
مواطن مصرى أنشأ محلا للمأكولات وسماه «أرطغرل».. وهو اسم لزعيم تركى مجرم أوغل فى الدماء والقتل.
هو سلطان عثمانى لكنه قاتل تاريخى فى المنطقة ورمز للاحتلال التركى لمصر وكثير من البلدان العربية والشرق الأوسط.
المحل فى مرسى مطروح. مرت التسمية على مجلس المحافظة دون مراجعة ودون أن يلتفت أحد!
انتفض الرأى العام ولم تنتفض المحافظة ممثلة فى الإدارة المحلية التى تمنح قانونا تسمية المحلات والمقاهى وإلخ!
كان مشهدًا وإن بدا حزينًا بعدم الالتفات لمثل هذه الجريمة إلا أن الرفض الشعبى بدا جميلا.
الوعى الذى نراهن عليه هو الذى حرك الموضوع حتى أجبر صاحب المحل على تغيير المسمى للسلطان التركى القاتل.
المدهش أن بعض شوارع القاهرة مازالت تسمى بأسماء بعض رموز الطغيان التركى، شارع «سليم الأول» فى حى الزيتون مثلا لمن لا يعلم هو تخليد لذكرى السلطان الغازى وأحد رموز عمليات السطو التركية على ثروات الشعب المصرى بمعاونة جيشه الانكشارى المرتزق!
ورغم الزلة التى وقعت فيها المحليات فى مرسى مطروح إلا أنها حسنا تفعل حينما تحرص على تسمية أسماء الشوارع والميادين بأسماء الشهداء.. التسمية تتم تخليدًا للذكرى أو عرفانا بالجميل لمن بذلوا من أجل الوطن دماء أو علما أو ثقافة أو تنويرًا.
أسماء الشوارع ليست لافتات صماء، بل عناوين لهوية الدولة وواجهات لثراء تنوعها وتاريخها ، التسمية فى عمومها لابد وأنها تعبر عن مشاعر اعتزاز بالمسمى!
الدولة المصرية مطالبة الآن بإعادة مسميات الشوارع خاصة أن مصر هى أقدم بلد فى التاريخ ولها من الحضارة ماليس لبلد مثيل.
شكرًا للوعى العام الذى بدأ يتكون الذى تجسد فى تغيير اسم محل فى آخر البلاد.