السبت 13 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«جينات الرجولة»

«جينات الرجولة»






تعرف «محمود طه»، «أحمد نجاح»، شباب زى الورد فى عمر واحد تقريبا يفصل بينهما نصف قرن فقط! 50 سنة فرق لكن الجينات المصرية  واحدة.. جينات رجولة.
محمود طه وهو فى العشرينات من عمره انضم لمنظمة سيناء العربية، كان أصغر فدائى ينضم لأبطال كبار حاربوا من الاستنزاف حتى النصر.
الفدائى البطل محمود طه، أحد أبطال المقاومة الشعبية بالسويس، تدرب مع زملائه من رجال المقاومة على عمليات مكثفة ضد العدو الصهيونى بعد أن رشحه الفدائى مصطفى أبوهاشم للانضمام لصفوف الفدائيين الذين قامت بتدريبهم المخابرات الحربية على استخدام الأسلحة الخفيفة والقنابل لمواجهة العدو الإسرائيلى فى  حرب الاستنزاف.
«طه» شارك فى عمليات كثيرة أبرزها عملية اسمها «وضح النهار» نفذها أعضاء منظمة سيناء خلال ساعات النهار، بعدما استطاعوا الوصول إلى معسكر العدو، وأحدثوا تدميرًا فى صفوف القوات والدبابات الإسرائيلية.
وتمكن «طه» مع زملائه من الفتك بعدد كبير من الضباط والجنود الإسرائيليين وأسروا قائد المعسكر.
وفى 24 اكتوبر 73 كان أسدا هو ورفاقه من الفدائيين ومنع الصهاينة من دخول السويس وتدنيس أرضها، كانوا أبطالا بجد قدروا يدمروا مدرعات ومجنزرات وسيارات عسكرية وأجبروا الإسرائيليين على التراجع.
«محمود طه» توفاه الله السبت الماضى بعد صراع مع المرض عن عمر 74 بالتأكيد لن تجد حكاية الفدائى فى تريند على تويتر ولا فيس بوك ولا جوجل هيحتفى به فى ذكراه ويضعه على شعاره.
لن تجد أحدا مهتما  حتى بمعرفة حكاية منظمة سيناء العربية التى أسسها اللواء أحمد رجائى عطية، ولن تجد من يهتم بعملية «وضح النهار».
لكن بالتأكيد ستجد كثيرين مهتمين جدا بمشكلة الصوت التى ظهرت فى الافتتاح وهتاف الدقيقة 22 فى المدرجات، والفنان اللى كتب تويتة مالهاش 30 لازمة وحذفها!
  «طه» البطل مات بعد افتتاح بطولة كأس الأمم الإفريقية بساعات قليلة، ويمكن هذه الساعات هى الفارق أيضا لظهور شاب تانى من وسط الناس البسيطة بيحب بلده فيه نفس جينات الرجولة، الشاب اسمه أحمد نجاح الطالب بجامعة الأزهر، ظهر فى استاد القاهرة بعد حفل الافتتاح المبهر.
«نجاح» قبل يوم واحد من المباراة بين مصر وزيمبابوى، اتفق مع 3 من أصدقائه أن يكون حضورهم ومشاركتهم مختلفة.
 ذهب الأربعة شباب ومعهم أكياس قمامة ضخمة وقفازات، اتفقوا على تنظيف الاستاد، بعد المباراة: «هنسيبه نضيف زى ما جينا لقيناه نضيف»  لمدة زادت عن 45 دقيقة عقب انتهاء الحدث الأهم والأكبر، جمعوا ما استطاعوا من قمامة ألقاها آخرون.
روح المبادرة ليست جديدة على أحمد وأصدقائه: «احنا طول الوقت بنعمل ده فى المواصلات العامة والقطارات»، بنحاول توصيل رسالة إيجابية للآخرين ونشر الوعى بأهمية النظافة «خاصة أن البطولة بيشوفها العالم كله ونسيب بصمة كويسة». «نجاح» ورفاقه بأدوات بسيطة «15 كيس قمامة كبير وجوانتيات»، قدموا صورة حلوة لمصر والمصريين.
نجاح قال عن التجربة: «لما وصلنا الاستاد فى الدرجة الثالثة يمين وشوفنا حالة الحماس واهتمام المنظمين بالنظافة» قلت مش هنلاقى زبالة خالص والناس مش هترمى حاجة أصلا، «احنا جبنا الحاجة على الفاضى»، لكن بعد انتهاء المباراة تبدل شعوره: «لمينا قمامة كتيرة جدا لدرجة أن الأكياس مكفتش وخدنا أكياس كانت واقعة فى الأرض لمينا فيها».
ردود الفعل الضخمة ورسائل الشكر والتشجيع على صور الشباب الأربعة والتجاوب السريع معها من شباب آخرين يعطينا الأمل فى بكرة، يقول لنا إن عندنا  شباب بيتحمل المسئولية.
أحمد أول مرة يروح  الاستاد: «أنا بشجع كورة فى المناسبات المهمة بس»، لكن قدر يقدم لنا نموذج لشباب فيه جينات حب بلده بدون طنطنة وشعارات مجوفة، قدم بطريقة عملية صورة لشباب كتير جدا بيحبوا البلد ومستعدين يضحوا بحياتهم علشانها وممكن يعملوا اللى عمله الفدائى المرحوم محمود طه تانى وتالت ورابع لو الظروف اتكررت.