
رشدي أباظة
أبناء وقتلة.. مقام سيدى العياط «2-2»
منذ سحب المصريون بساط السلطة من «الإخوان» ولفظوهم، وبدأ التنظيم وجماعاته اعتصام رابعة المسلح واللوثة العقلية الحادة تمكنت منهم وأصابهم مس جنونى أطاح بعقولهم حتى صاروا «مخابيل» فى عيون الناس!
شواهد اللوثة وضحت لدى أعضاء التنظيم بنزول سيدنا جبريل عليه السلام فى «رابعة».. وبإمامة محمد مرسى العياط للرسول صلى الله عليه وسلم فى الصلاة وكثير من الشطحات حتى وصلت قبل يومين فى وفاة مرسى بادعاء أسرته باستنارة وجهه بينهم فى الغسل بعد أن وزع ابتساماته عليهم كالبدر ليلة تمامه ودفنه مع الصديقين والشهداء بجوار جسد مهدى عاكف الذى وجدوه لم يبل فى مقابر الوفاء والأمل!
مضمون الرواية التى أطلقتها أسرة مرسى العياط عن لحظات غسله ودفنه عبر نجله عبدالله الذى سبق ضبطه ومحاكمته بتهمة تعاطى الحشيش يكشف عن حالة خلل عقائدى حاد لدى الأسرة و«الإخوان» تتيح لهم التجرؤ على مساحات «غيبية»، فيتم الادعاء بأن قادة الجماعة فى مصاف الصديقين والشهداء وبأن مرشديهم فى مراتب نبوية تحول دون تحلل جثامينهم فى القبور!
ليس هذا فحسب بل التجرؤ إلى حد الإيحاء بوجود خطاب إلهى خاص بالجماعة وأعضائها.
كل ذلك بخلاف توظيف تلك الروايات المخبولة بهدف خلق حالة ثبات وتثبيت «إخوانى» تتيح لأعضاء التنظيم إمكانية الاستمرار فى تجاوز حالة العقل والمنطق، بل وإقناع نفسه والأجيال المحبطة بأن الانتماء للإخوان هو ذروة الإسلام!
بعد أن أنهى عبدالله العياط روايته ذهب عقله المغيب إلى أقصى مراحل المرض الإخوانى بعد أن كان قد أوشك أن ينهى روايته بقوله «صبرا آل المرشد فإن موعدكم الجنة»!
ورغم أن وفاة مرسى كانت طبيعية مائة فى المائة أمام هيئة محكمة التخابر التى كان يحاكم أمامها والراحل اقترب عمره من السبعين عاما.
إلا إن حالة تربص «إخوانى» شديد بالدولة المصرية مصحوبة بحالة ترقب منذ الوفاة والتنظيم منشغل باستثمار وفاته يفوق إدراك قيمة حياته؟
التنظيم يحبس أنفاسه منذ «الوفاة» ليس بسبب الفقدان، بل من ردود أفعال الدولة المصرية شعبيا ورسميا ليأتى يوم افتتاح بطولة أمم إفريقيا فيحتفل المصريون بوطنهم ومنتخبهم وسط حفل كرنفالى أسطورى، وكأن شيئا لم يكن!
ليس من قبيل النسيان.. بل من واقع التجاهل لكل من تآمر وتخابر وقتل.
وطأة الأزمة ولدت ردا إخوانيا أصيلا ليظهر نجل المتوفى عبدالله العياط ومن داخل قصره المقدر بالملايين وسط كومباوند الياسمين بمدينة الشيخ زايد مطلقا بيانا رثائيا محاطا بحالة درامية وهمية تهدف لما يمكن تسميته بمحاولة «تثبيت إيمان كوادر التنظيم» التى تصدعت بشدة وإعادة بناء حالة تماسك «تنظيمى» على جثة والده من خلال التزام شديد بنهج الكذب والخداع الإخواني لتحويل جثة والده إلى أيقونة معلقة داخل «برزخ وهمى» تنظيمى، وكأنها تحولت إلى وسيلة اتصال مابين الأرض والسماء لا يفهم شفرتها إلا الإخوان؟
لن يكون البيان الأخير انتظروا بيانات جديدة سيتحدث خلالها عن ظهور والده فى أحلامه أو أحلام والدته مرتديا ثيابه البيضاء محاطا بالأضواء داعيا الصف الإخوانى للثبات على المبدأ لينالوا أعلى المراتب وليجدوا ما وعدهم ربهم كما وجده العياط!!
الرواية المختلة بقدر أسطوريتها الإخوانية بقدر ما يعبر عن حالة «غيبوبة تنظيمية» كما لو كانت الكوادر قد خضعت لعملية تنويم مغناطيسى إخوانى طويلة المدى.
غاية مافعلته رواية الأسرة عن لحظات مرسى العياط الأخيرة أن الإخوان صاروا مجانين يحتاجون للعلاج فى مصحات نفسية قبل أن يصيروا مجموعات «زومبى» ناقلة للعدوى!