الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كرة القدم حلال

كرة القدم حلال






لا يزال الفكر المتشدد يمارس دوره البغيض من أجل إبعاد الناس عن صحيح الدين، ولا يكاد يترك مناسبة أو حدثًا إلا وأطلق الفتاوى المنحرفة التى تحرم وتمنع، ومع انطلاق بطولة الأمم الإفريقية تداول عبر مواقع التواصل الاجتماعى بعض أتباع الفكر السلفى فتاوى تحرم كرة القدم ومشاهدتها كان أشهرها فتوى نسبت للدعوة السلفية وللداعية السلفى ياسر برهامى ترفض ممارسة كرة القدم من الأساس أما عن مشاهدة المباريات فقد وصفها «برهامي»، فى مقطع فيديو، بـ «المأساة» التى تجعله فى قمة الغيظ؛ إلا أنه أجاز لعب الكرة بشروط تضاف إلى شرط عدم أخذ الأجرة والجوائز عليها، منها عدم الانشغال عن الواجبات (مثل طلب العلم أو الدعوة إلى الله)، وعدم اقتران اللعب بمحرم لكنه مع هذا عاد ليؤكد أن اللعبة فى الواقع لا تخلو من أحد هذه المحرمات.
سطحية الفكر المتشدد ذهبت به أيضا إلى منطقة غريبة فى مشاهدة مباريات كرة القدم، حيث اعتبروا ان ظهور جزء من فخذ لاعب كرة القدم فوق الركبة عورة حيث قالت أحد فتاوى الدعوة السلفية الغريبة «المشاهدة تضمنتْ محرمات، وأفخاذ اللاعبين غير ظاهرة بالتفصيل فى الأغلب، وكثير منهم يلبسون سراويل للركبة حاليًا، كما أن هناك خلافًا فى مسألة: هل الفخذ عورة؟ والصحيح أنها عورة مخففة، ولو لم يَنظر المشاهِد للفخذ لم يأثم».
وردًا على هؤلاء نقول: إن كرة القدم ليس فعل محرم حت يقال إن ممارستها ممنوع أو مشاهدة مبارياتها حرام كما يدعى البعض، ولكن ما نؤكده ان كرة القدم رياضة مثلها مثل كل الألعاب الأخرى التى يجوز ممارستها، والمشاركة فى مبارباتها المختلفة، كما أن مشاهدة مباريات كرة القدم كما اكدت دار الافتاء حلال شرعًا ولا يوجد ما يحرمها.
وكما يقول د. مجدى عاشور المستشار العلمى للمفتى: «الأمة كلها بتشاهد مباريات كرة القدم.. فهل نحرم على الأمة كلها مشاهدتها كما يرد البعض دون سند، إلا ان ما يمكن التأكيد عليه أن مشاهدة المباريات جائزة، طالما لم تُعطلك عن أداء الصلاة أو أداء واجبك أو عملك، فإن ترك الإنسان الصلاة أو العمل فالإثم هنا لترك الصلاة وللإهمال فى أداء العمل، وليس لمشاهدة كرة القدم.
وكلمة حق نقول: إن تجميع الناس ورفع انتماءاتهم للوطن أمر مطلوب شرعا، ولا شك أن مباربات كرة القدم الدولية تدفع الجميع وبشكل فطرى لتشجيع بلادهم اثناء تلك المباريات، مما يعزز فكرة الانتماء، ويظهرها بصورة إيجابية أمام الجميع، لكن يبقى أن ننشر الوعى بعدم التعصب لأنه يفسد هذا التجمع الوطنى.