
رشدي أباظة
«مازوخية» اليسار فى مصر!
موقف قوى اليسار من تنظيم الإخوان غير مستقل وغير واضح وغير محدد.
الموقف الذى يقول به الواقع أن الجماعة تقود اليسار وتوظفه لصالحها ثم لا تفتأ أن تلقى به فى أقرب سلة مهملات كلما رأت الاستغناء عنه!
لكن شيئا ما هاما حدث بعد ثورة ٣٠ يونيو وهو أن التواصل مع التنظيم الآن هو جريمة قانونية.. كان فى الماضى يمكن القول بإمكانية التواصل مع «الإخوان» على أرضية تبدو ظاهريا أنها سياسية.. الآن التواصل والاتصال هو جريمة اتفاق جنائى ومساهمة ومساعدة جنائية متكاملة الأركان مع تنظيم إرهابى يمارس إرهابه فى العلن ضد كل صفة مصرية.
موقف قوى اليسار من تنظيم الإخوان تاريخيا به مداهنة واستفادة وفى كل مرة يشير الإخوان إليهم فتكون التلبية أسرع من البرق.
لا يؤمن اليسار بالاستقلالية أو الندية. يبدو أنهم تلذذوا بالتبعية وبأن يقودهم الإخوان كقطعان الشتاء فى أيام الهجرة!
ورغم أن الإخوان لفظوا اليسار بعد أحداث يناير وتحديدا بعدما وصل الإخوان إلى الحكم وطاردوهم فى الميادين وزجوا بهم فى السجون وقتلوا منهم الكثير. رغم ذلك إلا أن اليسار يعود إلى الحظيرة الإخوانية!
انظرا مؤخرا إلى القضية التى كشفت عنها أجهزة الأمن مؤخرا وشهدت تحالفا إجراميا جديدا بين الإرهابيين من الإخوان والإرهابيين ممن ينتمون إلى القوى المدنية واليسارية فيما عرف بخلية الأمل. وانظر إلى التوحد الجنائى فى الجريمة بينهما وكيف خططا لضرب الدولة فى ٣٠ يونيو ذكرى الثورة بعد غد؟
كيف تحول بعض من قوى اليسار إلى عناصر إرهابية على يد تنظيم الإخوان الإرهابى؟
فى كل مرة كنت أشاهد فيها فيلم «عنتر ولبلب» أسأل نفسى لماذا يصر عنتر على تلقى اللطمة تلو اللطمة على وجهه من لبلب التافه.. وجدت نفسى أجيب وهو أن عنتر هو الأكثر تفاهة والأكثر غباء؟
وهكذا هم قوى اليسار!