الثلاثاء 22 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أنا 30 يونيو (1-3)

أنا 30 يونيو (1-3)






كنت أجلس داخل مكتب صديق مسئول كبير بالإسكندرية وإذ بمجموعة من الشباب الملتحى يدخلون المكتب فى غير استئذان وفى تجاوز واضح وطلبوا منه الاطلاع على خريطة عمله وعمل الإدارة الكبيرة التى تدير المحافظة!
سألت صديقى عقب انصرافهم من هؤلاء؟
قال: اللجنة الشعبية لشباب الإخوان!
وماذا يريدون؟
.. يريدون المشاركة فى إدارة الدولة من خارج الدولة ؟
وماذا لو رفضت؟

.. يرهبوننا وأجد من يتصل بى من رئاسة الجمهورية يعنفنى وأنتظر إقالتى فى أقرب وقت!

كان ذلك مشهدًا واحدًا من مشاهد ما قبل ثورة ٣٠ يونيو.

كنت أمشى فى الشارع أجد الوجوه واجمة. الملتحون ملأوا الشوارع.. الكآبة حلت على أجساد المصريين. مجموعات تنهرهم وتوجههم وتوبخهم فى عقيدتهم تأمرهم وتنهاهم. رأيت هيئات الأمر بالمعروف تنهش أعراضنا فى الشوارع والميادين والدواوين وفى فضائياتهم الدينية البغيضة.

ذات يوم وعلى كورنيش الإسكندرية كنت أمشى بزوجتى غير المحجبة فإذا أواجه سيلًا من الوعظ لى ولها بضرورة أن تتحجب وتحتشم. أشعرونى بأنى متزوج من عاهرة وبأننى ديوث!

كان إحساسًا وعندما أرد على الناصحين القتلة ينعتونى بالفاسق والكافر!

قلت لأحدهم بأنى مسلم قال لى: مرتد!
وقلت لآخر الذى رأى بأن زوجتى غير المحجبة أزهرية وأستاذة بالجامعة قال: فاسقة!
كانت الحياة الاجتماعية سوداء.
انتشرت اليافطات الطائفية البغيضة على الحيطان وكأنها غزو إسلامى لأمة كافرة..
لقد كانت أيام ما قبل ٣٠ يونيو ٢٠١٣ أيامًا من جهنم!
غدًا نكمل