
حازم منير
الـ «أردوغان»
لا يأتى ذكر اسم رئيس الحكومة التركية فى وسائل الإعلام المختلفة سواء الدولية أو الإقليمية إلا مقترنا بالمشاكل والأزمات والحوادث والمصائب، وهى ليست انطباعات شخصية للإساءة للرجل أوادعاء عليه بما ليس فيه، وإنما هى حقيقة واقعة نشاهدها بأعيننا ونسمعها بآذاننا يوميا.
هوبلا شك رجل الأزمات والمشاكل التى جر معاه بلاده فيها، فتسبب فى سقوط وانهيار العديد من الأوضاع الاقتصادية سواء لرجال أعمال أتراك أو لمواطنين، وهولا يتعامل مع أحد إلا وينتهى الأمر بأزمة وصدام.
أردوغان مشتبك فى سوريا متحالف مع تنظيمات وجماعات إرهابية، ويحتل جزءا من أرض دولة عربية، وهومُشتبك فى العراق ووضع جنوده داخل الحدود العراقية فى احتلال ثان لأرض عربية، وبعد أن بلغ العُلا فى علاقات مميزة مع السعودية والإمارات انقلب عليهما وحرض ضدهما وكاد أن يورط المملكة فى أزمة ما كانت لتفيق منها حتى انهارت العلاقات بين بلاده وبين المملكة والإمارات، وهومتورط فى ليبيا داعما للإرهاب علانية ومن دون إخفاء لما يقدمه للإرهابيين من أسلحة وخبراء وخلافه، وهومتورط مع قطر فى تونس لتأليب الشعب التونسى ضد نفسه، وهوفى صدام مع قبرص واليونان وأرسل قواته للتنقيب فى أراضى غيره عن الغاز، وهوفى أزمة لا فكاك منها مع الاتحاد الأوروبى انتهت إلى وقف التفاوض معه والآن يحذره الأوروبيون من مغبة الاعتداء على الأراضى القبرصية اليونانية والاستمرار فى إرسال قواته لها.
أشهر ما فى أردوغان أنه الأشهر فى «طق الحنك» على رأى إخواننا الشوام، فهوصاحب الصوت العالى، والمُهدد لغيره دائما، والمُحذر من أنه لن يتراجع أبدا، وسرعان ما يتراجع للخلف، وعلى رأى رموز تاريخنا الفنى «أنا كلمتى ما تنزلش الأرض أبدا.. لكن خلاص تنزل المرة دى» بعد أن يتلقى نظرة التوعد والتهديد.
أردوغان يشبه أطفال الحارة، يجلسون على الأرصفة، ويحدفون المارة بالطوب، وهم يصخبون ويهللون، وحين تقع المشاجرة يجرون يختبئون، وسرعان ما يعودون وسط « الخناقة « يشدون هذا من « ديل الجلبية « ويلقون بالطوب على هذا، ويشتمون ذاك ويصفقون لهذا، وأردوغان مثل هؤلاء الأطفال المتشردين المُزعجين، هوفقط يشتبك ويهاجم ويهدد ويتوعد، و«يلف ويرجع تانى» بعد تلقيه التهديد الجاد من الكبار.
هذه هى صورة أردوغان الحقيقية، وما هوعليه من دون رتوش، هوفقد كل أدواته، وانكشفت كل أكاذيبه، ولم يعد يملك شيئا سوى البحث عن مشاكل خارجية للتستر على أزماته الداخلية، والاستعانة بالتنظيمات الإرهابية فى محاولة لإثارة أزمات وترسيخ أنصاره فى هذه الدول، ربما يساعدونه فى حلم الخلافة وإعادة الاحتلال التركى «العثمانى» للمنطقة.
أردوغان شخصية «كاذبة» منذ ادعائه تخليه عن أستاذه أربكان ليخرج من السجن، وهو عدوانى الطباع، مُتعال، تخيل أنه قادر على التآمر والضحك على الناس، والحقيقة أنه لا ينظر أبعد من قدميه .