الخميس 24 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أنا 30 يونيو (2-3)

أنا 30 يونيو (2-3)






منذ اندلاع أحداث يناير وتغير وجه الحياة والشوارع. هجرت المسارح والسينمات والملاعب والنوادى. انتشرت اللحى والجلاليب والمنتقبات والدعاة وكأنهم يدعوننا إلى الإسلام من جديد.
كانوا يقولون بأن الله فتح لهم من جديد!

رأيت فى الشوارع مجموعات من الملتحين الجهلة يطوفون على المقاهى والكافيهات وأماكن الترفيه يدعوننا إلى اللحاق بالمسجد والسيدات إلى النقاب والحجاب والأطفال إلى السباحة والرماية وركوب الخيل!

كنت أراهم يتحرشون بالمصريين الأقباط . يقفون أمام الكنائس والأديرة يدعونهم إلى الدخول فى الإسلام.
مصر التى يتعبد أهلها بكل الأديان ويتعايشون فى سلام ومحبة جاء هؤلاء ليغيروا وجهها الروحى والثقافى والدينى والفكرى.

كنت أرى مجموعات من السيدات الجهلة اللائى لا يعرفن الميمنة من الميسرة يقفن فى وسط الطريق يتحرشن بالمصريات يطلبن منهن إعلان الشهادة !

ذات ليلة وفى القاهرة رأيت من يدخل على مجموعة مقاه متجاورة ويطلب من الملاك غلق التليفزيونات أو مشاهدة قنوات الرحمة والناس والفتح والحكمة!
كانوا لجنة سلفية تجوب الشوارع تبذر الإيمان علينا وتوزعه؟
رفض أصحاب المقاهى فصارت عركة بينهما كبيرة استخدم فيها المجرمون من اللجنة الشعبية السلفية كل أنواع السلاح!
الحياة فى القرى والنجوع لم تقل سوءًا عما كان يحدث فى المدن.
سيطروا على المساجد عنوة.
وصارت ساحات سياسية مباشرة. تقاسمت أحزابهم وجماعاتهم الدينية المساجد.
هذا للإخوان وحزبها الحرية والعدالة. وذاك للجماعة الإسلامية وحزبها التنمية والعدالة. وتلك للدعوة السلفية وحزبها النور و و و إلى آخره!
احتلوا القرى وحاول الأراذل امتطاء العائلات الكبيرة وافتعلوا الفتنة تلو الأخرى.
مجموعات الشر زادت وتوغلت فى البنية التحتية للدولة المصرية. صاروا يتحكمون فى كل شىء.
أخبرنى صديق مسئول بأنهم هجموا على أرشيف ماسبيرو حاولوا حرقه والتخلص منه لولا أن يد الله تدخلت.
كان الخراب فى كل شىء.

غدًا نكمل