
رشدي أباظة
أنا 30 يونيو (3-3)
لم يعرف النوم الطريق إلى عينى قبل اندلاع ثورة يونيو بـ١٥ يومًا بالتمام والكمال.
صرت أفكر كيف سيكون حال دولة عريقة مثل مصر وقد احتلها هؤلاء.
كاد التفكير يقتلنى.. ماذا لو لم تندلع ثورة عارمة تجبر الجيش على الانحياز للشعب كعادته كلما ثار الناس؟
ماذا لو لم يخرج الناس فى الميادين والطرقات والمدن والمحافظات؟
ماذا لو كانت التجمعات محدودة العدد ومحدودة الزمن؟
كان الإخوان وجماعاتهم يقولون إن الخروج سيكون محدودًا وإلى حين.. لعبة الوقت قاتلة.
كانوا يهددون المصريين فى فضائياتهم البغيضة.
كانوا يقولون بأن لديهم مئات الآلاف من المسلحين ينتظرون الخروج علينا.
عندها سمعت الفريق أول عبدالفتاح السيسى يرد قائلاً:
نروح نموت ولا أحد يهدد المصريين!
فى هذه اللحظة غلبتنى دموعى.
شعرت بأن لمصر جيشًا يحميها!
مرت الأيام كدول. خمسة عشر يومًا وأنا أسمع كلمات تؤذى مسامعى ومسامع أسرتى وأصدقائى فى الأهرام.
اتصلت بضابط صديقى عن موقف الدولة المصرية من مظاهرات يونيو المرتقبة.
قالى لى هامسًا:
الدور الذى لعبته القوى الخارجية فى يناير مثل تآمر حركة حماس ومشاركتها فى فتح السجون وحزب الله وإيران ستفعله بشرف الدولة المصرية!
لم أفهم آنذاك مراد صديقى الضابط!
فهمته فى انحياز الدولة لثورة الحق فى ٣٠ يونيو!
اندلعت الثورة. وثار المصريون ثورة تاريخية على جماعات الكفر الإسلامى.
انتشرت البهجة فى الشوارع.
صارت العيون ضاحكة مستبشرة.
مرتان بكيت فيهما دموعى.
عندما وقف الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير دفاع مصر العظمى يعلن عزل تنظيم الإخوان. الرجل وضع خارطة طريق لبناء مصر العظمى.
نامت عندئذ عيونى. ونام أولادى.
صارت مصر فى يد أمينة.
يد قواتها المسلحة. ورئيس وطنى شجاع.