
حازم منير
جماعة الكذب
حين نصف شخصًا بالكذب، فهذا يخرج عن نطاق السب والإهانة والقذف، لأنه يدخل فى نطاق التوصيف لتصرفات ومواقف وأقوال، تخرج عن حدود الحقيقة، وتدخل فى نطاق تزييف وتزوير الحقيقة، لذلك قالوا إن الكذب صفة وليس سبًا.
وجماعة الإخوان الإرهابية تقبع بجدارة فى صدارة معسكر الكذب، وهى صفة لم تلتصق بها من فترة قريبة، إنما هى صفة ملازمة لها منذ تأسيسها ونشأتها حتى الآن، وهى ليست صفة قاصرة على قادتها، وإنما هى منهج وسلوك وثقافة للجماعة الإرهابية وأعضائها وأنصارها كذلك.
لا أقول ذلك بسبب رفضى لجماعة الإخوان، ولا بسبب الصدامات المتكررة التى تواجهنا فيها خلال عشرات السنين، وإنما هوتفسير لما كنت لا أفهمه فى أيام الجامعة، من مواقف غير مبررة وغير مفهومة من رموز الجماعة وقادتها، حتى اكتشفت أنها لا تمثل سلوكًا شخصيًا لأعضاء الجماعة بالجامعة، وإنما اكتشفت فيما بعد أنها هى الجماعة، جماعة الكذب.
الكذب عند الجماعة ثقافة، وهو وسيلة للخداع والتلون، وتغيير المواقف، والتقرب من أجل المصلحة، ثم الانقلاب حين تتغير المنفعة، وهوسلوك اتبعه الإخوان مع الملك فاروق، ثم مع الوفد، ومع عبدالناصر وحتى السادات ومبارك.
لا مجال لإيراد وقائع، على يوتيوب تجد كل ما تشتهيه وما ترغبه، ومن ميزات التكنولوجيا، أنك لا تستطيع الكذب، لأن كله مسجل صوت وصورة، وعبر وسائط الاتصال التكنولوجية تستطيع استحضار كل شىء وأى شىء، مهما أنكر المنكرون الكاذبون.
لكن تذكر البعض يفيد، ولعل أبرزها الكذب على الشعب، فعلى مر السنين، كذبت الجماعة الإرهابية وتنكرت فى مسوح الأبرياء المسالمين، وهى تحمل فكر التطرف والإرهاب، وكذبت وادعت أنها حركة دعوة دينية، وهى تحمل مشروعًا سياسيًا للحكم، ينتظر اللحظة المناسبة ليرفع عن نفسه الغطاء، ويستبد ويبطش بمخالفيه.
وخلال 3 سنوات كذبت الجماعة الإرهابية على المصريين كما لم تكذب من قبل، فهى تقتل وتغتال، ثم تسير فى جنازات الشهداء، وهى تشعل النيران فى المظاهرات ويطلق أنصارها النيران على المتظاهرين العُزل، وتتهم رجال جيشنا الوطنى للإساءة له والوقيعة بينه وبين الشعب، وهى تعلن التزامها الديمقراطية والحرية، وتخدع حلفاءها من معسكر «فيرمونت» وتطيح بهم وبالدستور والحرية فى أول فرصة تقتنص فيها أنصارها.
وقائع أكاذيب الإخوان لا تُعد ولا تٌحصى، ولا أول لها ولا آخر، وإنما هى مسيرة الجماعة عبر تاريخها بحثًا عن الفرصة حتى حين أسقطها الشعب، لم تتعلم الدرس، وتفيق إلى رُشدها، وإنما واصلت الكذب والخداع على المصريين، باعتقاد أنها تستطيع العودة مرة أخرى بتكرار الأكاذيب.
لم يعُد أمام الجماعة سوى مواصلة أكاذيبها، بعد أن تكشفت حقيقتها، وعرف القاصى والدانى من هى الجماعة، إنها الجماعة الكاذبة التى لا تتوقف ولن تتوقف عن الكذب لذلك أسقطها الشعب ولن تعود أبدًا.