
صبحي مجاهد
دار الإفتاء وتدليس الجماعات
لا تزال جماعات التطرف على نهجها القديم من التدليس والخداع من أجل السيطرة على عقول الناس وبخاصة الشباب ، وتسعى فى هذا إلى زعزعة ثقة الناس فى مؤسساتها الدينية وبخاصة دار الإفتاء المصرية حتى يصبح الناس أسرى لأفكار هدامة ورأى معوج فى الدين.
وكانت آخر ما قامت به جماعات التزييف والتدليس أن نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو خلال الأيام الماضية مجتزئًا لشيخ الأزهر يقول فيه: «إن الأزهر لديه هيئتان هما هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية، وهاتان الهيئتان هما المنوطتان بالحديث عن الأزهر وآرائه وما دونها لا يعبر عن الأزهر بل يكون رأيًا شخصيًا، حتى دار الإفتاء المصرية، فالأزهر لا يسأل عما تصدره الدار من فتاوى».
وهذا الاجتزاء يتضح منه تعمد المتطرفين إبعاد الناس عن دار الإفتاء المصرية وأخذ الرأى الفقهى منها ، لاسيما أن الدار تتلقى ملايين الأسئلة من المواطنين فى أمور متعددة ، وتجيب عنها بطريقة تحصن المتلقى من الاستماع للآراء الشاذة أو آراء أصحاب الفكر المتشدد الذين يفسرون الدين بلا سند أو فهم علمى للدين .
ولقد أحسنت دار الإفتاء، حين ردت على هذا المقطع المجتزأ بأن نشرت عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» مقطع فيديو لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف يقول فيه: «إن هناك 3 هيئات فقط هى المنوطة بأن تبين للناس حكم الله فى القضايا وهى دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف، وليس عن طريق فرد أو أفراد، فيكون عن طريق مجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء، وهى الآراء الصحيحة فقط وسيسأل المسلم عنها يوم القيامة».
ولقد كشف نشر المقطع الصحيح لشيخ الأزهر خداع وتدليس الجماعات المتطرفة من خلال تحريفها تصريحات شيخ الأزهر عن دار الإفتاء.
إن المسلم الحق عليه أن يعرف أن الدين علم ولا يؤخذ إلا من علماء لا مدعين أو أصحاب فكر وهوى ، وهذا العلم أصبح له هيئات تقوم عليه وتنشره بين الناس بعيدًا عن أى التواء أو تفسير خاطئ ، حتى لا يتحول الدين إلى وسيلة تستخدم فى أيدى مدعى العلم .
إن دار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف وغيرها من هيئاتنا الإسلامية تعمل بمنهج أزهرى واضح وهو الوسطية وصحيح الدين ، وكشف زيف المدعين والمتشددين ، ومن الطبيعى أن يحاول أصحاب المنفعة ، والفكر المتطرف أن يصرفونا عن هذه المؤسسات الدينية المعتدلة كى يستطيعوا أن يحققوا ما يريدونه من السيطرة على عقول المسلمين .
وكلمة حق لابد أن يدركها كل مسلم وهى أنه يجب عليه أن ينظر ممن يأخذ دينه ، وأن يعى أنه محاسب على كيفية حصوله على رأى الدين فى كل مسألة أو أمر من أمور الدين أو الدنيا ، فلا يترك عقله وفكره لهؤلاء الذين يحاولون التلاعب بنا باسم الدين، وصرفنا عن مؤسساتنا الدينية وعلمائنا بادعاءات كاذبة.