الإثنين 21 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
العبودية فى قطر!

العبودية فى قطر!






كيف لكل منظمات العالم الحقوقية أن تغض بصرها بعيدا عما يحدث فى قطر؟ عشرات الآلاف من العمالة الأجنبية يعيشون فى عبودية بعد جلبهم من بلادهم على أمل العمل والحياة فى الجنة الموعودة ولكن كل شىء تبخر بل انقلب إلى النقيض.. فلا الأعمال التى تعاقدوا عليها وجاءوا من أجلها كما هى ولا الشركات التى تعاقدوا معها هى التى استقبلتهم ولا الأعمال البديلة تليق بهم ولا المقابل قريب مما وعدوهم به!
القصة طويلة .. وهى قديمة جديدة..تفجرت قبل الآن ولكنها لم تنته ولم تتوقف وكل يوم يتكشف فيها الجديد.. الثابت الوحيد فيها هو تجاهل العالم لها خصوصا مدعو الاختصاص بحماية حقوق الإنسان!
أكثر من مليونى عامل أجنبى يعملون فى قطر أى عشرة أضعاف السكان الأصليين تقريبا وصلوا إلى قطر من مائة دولة أغلبهم من دول شرق آسيا تتصدرهم نيبال والهند والفلبين.. عدد كبير منهم تعاقد للعمل فى منشآت كأس العالم لكرة القدم بأجور مثبتة فى عقود بتأشيرة تحمل اسم «ازاد» وبعد الوصول لقطر واستنادا لنظام الكفيل لم يجدوا «ازاد» ولم يستطيعوا العمل فى مكان آخر ولم يصرفوا مرتباتهم لشهور طويلة ولم يتمكنوا من مغادرة البلاد ..فما العبودية أكثر من ذلك؟!
بلغت تحويلات العمالة الوافدة إلى قطر نحو11.5 مليار دولار فى 2018 مقارنة بـ 12.7 مليار دولار فى 2017 أى أنه فى 2018 تراجعت تحويلات الوافدين فى قطر بنسبة تصل إلى  9.4% مقارنة مع العام الذى يسبقه بسبب الضغوط التى تواجهها العمالة بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة التى يعيشون فيها والأوضاع غير الإنسانية فى ظروف عملهم كالعمل لساعات طويلة أو بلا رحمة فى الشمس الحارقة فى ظل درجات حرارة مرتفعة..  وقبل فترة ونتيجة لبعض أعمال العنف وذرا للرماد فى العيون فتحت عدد من المنظمات تحقيقا فيما يتردد من سوء المعاملة وقيل إن هناك قتلى بالمئات نتيجة لسوء الأحوال أو السجن أو التعذيب داخل السجن! إلا أن كل شىء يتوقف بعد قليل مما يتم نشره أو جمعة كما لو كانت هناك جهات تقوم بإسكات هذه المنظمات أو الصحف!
ملف العبودية يجب أن يفتح فى قطر على مصراعيه.. هذا إن كان العالم فعلا يتحدث بجدية عن حقوق الإنسان!