الحديقة الثقافية نموذج للمنظومة الثقافية

لدى إيمان راسخ أن العمل الجماعى بشكل مخطط وفى إطار منظومة هو السبيل لكى نحل الكثير من المشاكل التى تواجهنا فى مصر والعالم العربى، وكلما تحملت مسئولية شيء فى وزارة الثقافة أبحث دائما عن السبل والطرق التى توفر وتيسر هذا العمل، لست من عشاق الظهور فى الكدر بمفردى ولأن الكدر ببساطة يتسع لكل شركاء النجاح، حين يهل علينا شهر رمضان كل عام بخيراته ونفحاته الإيمانية التى تهيءالنفس لاستقباله وهى مملوءة بالفرح والسعادة، تبدأ وزارة الثقافة لتعلن عن نفسها بما سوف تقدمه للناس، فهى واحدة من الوزارات التى تستعد كل عام لاستقبال رمضان كحدث له أهمية خاصة فى منظومة أنشطتها الكثيرة والمتنوعة كى تروح عن الصائمين بقضاء يومى ثقافى فنى فى مختلف مواقعها فى القاهرة والأقاليم.
وتعتبر الحديقة الثقافية بالسيدة زينب أحد المواقع الكبيرة المهمة للوزارة والتى تتبع إداريا المركز القومى لثقافة الطفل بالجيزة لكنها تخدم أبناء السيدة زينب والأحياء المجاورة مثل الخليفة والحسين والعتبة ومصر القديمة والمقطم والمنيرة وجاردن سيتى وأحياء أخرى، مساحة الحديقة الثقافية تقترب من ستة أفدنة ويوجد بها كل أنواع الأنشطة الثقافية والفنية التى يجب أن تقدم للطفل الزائر لها بمفردة أو مع أسرته أو مدرسته أوجمعيته، يدخلها الطفل مجانا سواء كان عضوا دائما أو عابرا، وهى أحد المواقع الثقافية المهمة التى أسسها الأستاذ الدكتور فوزى فهمى ويرجع الفضل فى إنشاء تلك الحديقة بهذا الشكل الذى عليه الآن مصممها الأستاذ الدكتور عبد الحليم إبراهيم الذى حصل على جائزة أغاخان العالمية عن تصميمها.
وما أريد التأكيد عليه هو أن عددا كبيرا من قطاعات الوزارة قد شاركت فى فعاليات النشاط الثقافى والفنى والتشكيلى الذى قدم على مدار ما يقرب من عشرين يوما، وقد كان المركز قد تخلى هذا العام عن فكرة أن يعمل بمفرده فى حديقته وكانت النتيجة جيدة جدا ومبهرة، فقد قامت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الدكتور أحمد عواض بتقديم النشاط الثقافى للكبار من ليال شعرية ولقاءات مع كتاب وبعض العروض الفنية ومسرحية يومية ومعرض كتب وورش لأطفال وقدم قطاع الانتاج الثقافى برئاسة الفنان خالد جلال عددا من النشطة الفنية المتميزة قدمها البيت الفنى للمسرح برئاسة إسماعيل مختار مثل أوبريت الليلة الكبيرة وشارك كذلك البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية برئاسة د عادل عبده بعروض السيرك المتجول والآلات الشعبية وشارك قطاع العلاقات الثقافية برئاسة د هبه يوسف بمعرض لعدد من الدول مثل الصين والهند والسودان، و شاركت الهيئة العامة لدار الكتب برئاسة د هشام عزمى بمعرض كتب وجناح للنشاط تولاه مركز بحوث وتوثيق أدب الطفل برئاسة د أشرق قادوس، كما شاركت الهيئة العامة للكتاب برئاسة د هيثم الحاج على بمعرض كتب وشارك المجلس الأعلى للثقافة براسة د هشام عزمى بمعرض كتب وندوتين للجنة الشباب برئاسة الدكتورة جهاد عامر عن التراث الشعبى والأفريقى، كما شارك المسرح الأسود بقيادة الفنان شعبان أبو الفضل بعروض وكذلك فرقة أحنا واحد لذوى الاحتياجات الخاصة بقيادة محمد فؤاد، وتخصص المركز القومى للطفل بتقديم كل أنشطته الخاصة بالطفل فقط، فشاهد الأطفال عروض الساحر نبيل بركات والأراجوز المصرى ناصر عبد التواب والتقى مع عدد من نجوم ثقافة الطفل مثل يعقوب الشارونى وأحمد زحام وعبده الزراع ود سيد نجم ومحمد بغدادى ود نبيلة حسن وأحمد سويلم وهجرة الصاوى وانتصار عبد المنعم ومحمد الشافعى وعزة لبيب، وقدمت فرقة الحديقة للموسيقية بقيادة المايسترو وائل عوض عددا من الليالى الموسيقية وقدمت فرقة المسرح برئاسة ريهام صبحى والمخرج إسلام محمد عددا من العروض مثل ليلة الرؤية وأمنا الغولة و عددا من الرقصات والديفليهات، وشاركت فرق ذوى الاحتياجات الخاصة بعدد من العروض التى شدت الأطفال جدا وتفاعلوا معها، كما كانت للألعاب الشعبية مثل السلم والثعبان دور كبير فى شد الأطفال والتأكيد أن التكنولوجيا لم تخطف الأطفال تماما ولكنهم يعودون للعب الآباء والأجداد بسعادة غامرة، وكان للورش الفنية ودولاب الفخار ومعرض مسابقة مصر الدولية للأطفال «مصر فى عيون أطفال العالم» صدى طيب لرؤية صورة مصر فى عيون أطفال العالم.
وختامًا تحية كبيرة للدكتورة إيناس عبد الدايم التى أعطت للعمل الجماعى بين القطاعات بالوزارة أولوية لتنفذ المنظومة الثقافية فظهرت الحديقة بمعنى الحديقة الثقافية التى جمعت أكبر عددا من قطاعات وهيئات وأجهزة الوزارة.