
رشدي أباظة
«مصر العظمى» التى حضرت فى التل الكبير
تتجسد عظمة ثورة ٣٠ يونيو فى بناء الإنسان المصرى وإعادة ترميمه بعد سنين عددا من الإهمال والندوب والجروح والتشوه التى ألمت به.
عملية بناء قديرة وجديرة تقوم بها دولة ٣٠ يونيو وتؤمن بها كإيمانها بالله الأوحد الذى نعبده جميعًا.
انظر مثلًا إلى عملية سحق العشوائيات والهدف منها. ستجد الهدف منها إنقاذ الإنسان المصرى ثم بناءه بتسليمه وحدات سكنية عصرية مكتملة حتى بالمفروشات والعفش.
وعندما تسأل لماذا تقول لك ذات الدولة التى تبنت هذه الخطة والتى لم يأت بها أحد فى البلاد: لنبنى إنسانًا جديدًا وترميمه دواخله النفسية!
وانظر إلى المدن الجديدة وعمليات البناء الحضارى التى تستهدف البناء الإنسانى وانظر وانظر وانظر وانظر.. ستجد الكثير والكثير!
على هذه الأرضية وهذه الإرادة يتحرك زعيم دولة الرئيس عبدالفتاح السيسى.. حركته نابعة من عمق إيمانه بمعدن الإنسان المصرى.. راح الرجل فى خطاب الولاية الثانية يكرر مصطلح «بناء الإنسان»!
الحركة الكثيفة نحو البناء لا يمكن أن تتم إلا بعد إيمان بأن الجهد المبذول حتما سيحقق أهدافه.
فى مقدمة الحركة نحو البناء ظهرت صورة الجيش المصرى، وهو برغم قسوة انضباطه الظاهرة إلا أن الحقيقة تقول إنه ليس قوة عسكرية فقط أو تشكيلات نظامية.. بل ميزان لحالة من السلام الاجتماعى المصرى تجسدها العوامل التالية:
١ - فى الجيش ليس هناك مكان لطائفية أو لعرقية أو قبلية.
٢ -ليس هناك مكان لاستعلاء فكر سياسى معين.
٣ -ليس هناك مكان للطبقية.
بهذه المبادئ أصبح الجيش هو أكبر مؤسسة متاحة للجميع.. ومن أجل الجميع.
انظر إلى واقعية ذلك فى حفل تخريج ضباط الصف على يد الرئيس عبدالفتاح السيسى كيف ظهر؟
فى أرض الطابور اجتمعت خريطة مصر السكانية.. ملامح أبناء العمال والفلاحين وشباب الصعيد ظاهرة بوضوح فى قسمات الوجوه وتقسيمات الأجسام الصلبة.. لتكشف عن معايير جديدة فى اختيار العنصر البشرى الذى تقوم عليه القوات المسلحة المصرية.
الخريجيون الجدد من ضباط الصف تحيط بهم أسرهم المصرية الأصيلة فرحين بما آتاهم جيشهم.. ويطل عليهم السيسى إطلالة أب يبحث عن نظرة رضا فى عيون أمهات الخريجين.
كان حفلًا مختلفًا تجاوز الحدث الآنى ليتحول إلى اجتماع لمندوبين عن كل قرية ومدينة من مصر!
حالة عدالة اجتماعية تجلت بوضوح فى طابور العرض.
حالة مدهشة لجيش فرض على نفسه أن يستجدى رضاء المصريين!
عشية ٥ يونيو عام ٦٧ اعتقدت إسرائيل أنها حسمت حساباتها الدقيقة عسكريًا وميدانيًا وسياسيًا.. لم يخطر ببالها عامل الحسم الخفى عن إدراكها، كلمة السر «الإنسان المصرى»؟
الانتصار الذى جرى من بعد بدأ أساسا من عمق الإرادة المصرية بعد أن تحامل المصرى المهزوم وقتها على الأمة؟
وأطلق حلم النصر وآمن به وعمل من أجله فتحقق واقع أسطورى.
أهلًا بكم فى مصر العظمى.