
صبحي مجاهد
الأوقاف.. ومحو الأمية
لا يختلف اثنان على أن تفشى الأمية بكافة أشكالها خطر يهدد المجتمعات، ويقلل من فرص نجاحها على كافة المستويات، وأخطر ما يمكن أن نواجهه فى مجتمعنا هو الأمية الدينية التى تحدث نتيجة عدم المعرفة والاطلاع الصحيح على الفكر الدينى الناتج إما عن عدم الشعور بأهمية التثقيف الديني، وإما بسبب الجهل وعدم القراءة.
ولقد تابعت الفترة لماضية أمران يمثلان خطوة مهمة فى محاربة الأمية بشقيها التعليمى والديني، فعلى الجانب التعليمى برزت اتفاقية التعاون بين وزارة الأوقاف والهيئة العامة لتعليم الكبار لمحو الأمية بصورة تؤصل لثقافة محو الأمية ليس فقط عند حدود القراءة والكتابة وإنما محو الأمية من سيطرة المفاهيم المغلوطة التى يجب أن تصحح.
إن وجود الأوقاف فى مشروع لمحو الأمية لا يستهدف فى الحقيقة محو أمية القراءة فقط وإنما بناء عقلية قادرة على الفهم عند القراءة والكتابة وهو أمر لابد وأن نأخذه فى الاعتبار فى مختلف مراحل التعليم المختلفة كى ننهى على أمية العقول التى لا تنتج فقط عن أمية القراءة والكتابة وإنما بسبب طريقة الفهم الخاطئ للأمور التى يقرأها الإنسان.
ولقد أعجبت بشدة مما أعلنته الأوقاف من أن فصول محو الأمية ليست عملية شكلية وإنما هى فى تطور جاد ومستمر، ويجب إظهار النماذج التى تستطيع أن تقول: «أنا كنت أميًا ثم أصبحت مثقفًا واعيًا».
وتزداد أهمية هذا الأمر عندما نعرف أن الأوقاف لديها حتى الآن (2415) فصًلا لمحو الأمية، وأن الوزارة استطاعت وفق بيانات وإحصائيات عن الهيئة العامة لتعليم الكبار و محو أمية (4588) فى هذا العام. إضافة إلى أن الوزارة بها (2415) فصًلا، و (44517) دارسًا.
إن التعليم الحقيقى لابد وأن يشمل تعليم كيفية الفهم الصحيح وانتقاء المعلومات، والتعامل معها، ومعرفة مصدرها وكل هذا يتطلب بداية بناء عملية تعليمية صحيحة.
وأود أن أشير إلى ما أقدمت عليه وزارة الأوقاف ولأول مرة لتحقيق تناول صحيح للقضايا الدينية وهو قيامها بتنظيم دورة تدريبية لكيفية التناول الإعلامى لقضايا الخطاب الدينى الأمر الذى يسهم فى إيصال معلومة صحيحة وبطريقة فعالة عن مختلف القضايا الدينية ويحقق وعيا حقيقيا يسهم فى القضاء على الأمية الدينية بصورة عملية.