الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إخوان BMW

إخوان BMW






للمال فى جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية سحر خاص، فهو طريق الثراء لقيادات التنظيم  بما لا يخالف شرع الله، والثراء داخل الجماعة مسار للترقى، والحصول على مكانه، المال يمكن القيادى الإخوانى من شراء الاتباع داخل التنظيم، ومن ثم يصبح له صوت مسموع فى مكتب الإرشاد وربما كلمة على المرشد نفسه، خيرت الشاطر كان محفظة الجماعة، وكانت كلمته هى الأولى والأخيرة، ولا يملك أحد أن يتحدى «محفظة» الجماعة، فغضبها مخيف ومكلف.
التسريب الأخير لقيادات إرهابية تتحدث عن شراء القيادى محمود حسين ونجله بأموال الجماعة لسيارةBMW  وعقارات فى تركيا فضلا عن استثمارات باسمه بعدد من الشركات التركية، لم يقدم جديدا عما هو معلوم داخل الجماعة من سرقات وفساد يمتد بطول تاريخ الجماعة ووصل إلى اتهام حسن البنا من قبل أحمد السكرى شريكه فى تأسيس الجماعة، بسرقة أموال الجماعة، انتقلت الاتهامات من البنا إلى قيادات لاحقة، ودائما ما حاصرت أموال التبرعات سواء من أفرادها أو آخرين تم خداعهم باسم الدين وإيهامهم بأن تبرعاتهم تذهب فى مقاصد دينية مثل بناء المساجد أو التبرع للفلسطينيين بينما كانت تتسرب الأموال أما لقيادات الجماعة أو التنظيمات الإرهابية التى عملت لصالح الجماعة، ولا تكشف السرقة إلا حينما يختلف اللصوص.
لم أتوقف كثيرا أمام الحديث المهترئ عن حال القيادات وحال أفراد الجماعة الهاربين، وكيف أنهم لا يجدون قوت يومهم بينما يتنزه نجل محمود حسين بالسيارة الفارهة الجديدة على البوسفور فى إسطنبول، فمن خرج مصر وهو يعلم أن هدفه إسقاط دولته ولم يسأل نفسه من أين تأتى الأموال ولا لحساب من تعمل جماعته، لا أراه مغررا به بل هو خائن لم يحصل على نصيب مناسب من التورتة، ما لفت نظرى هو التوقيت، وحديث البيعة للمرشد المحبوس ومحمود عزت، ثم الهجوم على قيادات التنظيم الدولى مثل إبراهيم منير ومحمود الإبيارى، ومحمود حسين، فهل هى محاولة لحرق التنظيم الدولى والتخلص من قياداته وفصل قيادات الداخل عن الخارج، أو بمعنى أدق محاولة انقلاب ناعم لتصعيد قيادات جديدة بعد فشل الجماعة الكبير التى يسير عملها ضباط المخابرات التركية، وهل الأتراك يريدون إعادة تأسيس الجماعة بما يتناسب مع حركتهم فى المرحلة المقبلة.
من الواضح أن المخابرات التركية تبحث تغيير اسم الجماعة وضمها لتيار إسلامى جديد تقوده تركيا، بحيث تتخلى الجماعة عن اسمها نظرا لاحتمال تصنيفها جماعة إرهابية فى الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى، وهو ما يعنى تغييرا شاملا داخل صفوف الجماعة، وتغيير مقر التنظيم الدولى من بريطانيا إلى تركيا ولذلك لا أستبعد أن يكون وراء التسريب المخابرات التركية.
ما يعزز ذلك أن الشخص المسئول عن التسريب ليس بعيدا عن فساد الجماعة، فما يعرف عن القيادى أمير بسام من تقديمه لرشاوى فى الانتخابات، لا تضعنا أمام شخص نزيه يبحث عن الصالح، بل تضعنا أمام عملية تصفية داخليه تتم الآن فى تركيا التى تعيد صياغة التنظيم وفق ما يناسب حركتها المستقبلية، فهى تحرك بقايا التنظيم فى ليبيا وسوريا كما تريد، حتى أنهم ساعدوها فى احتلال مناطق شمال سوريا.. ولذلك أرى أن المسألة ليست كشفا لفساد معروف بالضرورة بقدر ما هى إعادة تشكيل لجماعة دموية لصالح مالك جديد.