
حازم منير
صناديق زبالة
ما يميز إعلامى عن الآخر هو قدرة كل منهما على استخدام مفردات اللغة، وصياغة خطاب متميز، قادر على توصيل الرسالة المطلوبة إلى الجمهور، لكن للأسف اقتحم سوق الإعلام فى غفلة من الزمن، وعبر شلة الجماعات السياسية، جملة من الغلمان المتشردين، الذين لا يجيدون سوى السفالة والانحطاط و«الردح».
وفى مقدمة هؤلاء يبرز غلمان الجماعة الإرهابية، لم اعتد مشاهدة قنواتهم المستأجرة من تركيا والممولة من قطر، إقتناعًا منى بأن لا صلة بين هذه الشاشات المؤجرة وبين مهنة الإعلام، لكنى قررت مؤخرًا المغامرة بمتابعة بعض هذه البرامج، على سبيل التجربة.
ما شاهدته يفوق كل خيال، وما سمعته لم اعتد على سماعه من السفلة ورعاع الأسفلت، لا لغة غير الشتائم، ولا ألفاظ غير المُنحط منها، لا يخرج من أفواه هؤلاء سوى السباب والوقاحة، وهى فعلًا تعبير عن انحطاط إخلاقى بالغ .
لحظات وتعود إلى رشدك، وتتيقن أن هؤلاء المنحطين، تعبير دقيق جدًا عن الجماعة السياسية التى يتحدثون باسمها، والتى تستخدم ذات الخطاب المُنحط فى التعبير السياسى، وأنت حين تستمع إلى رموزهم تجدهم لا ينطقون إلا بالسفالة والحقارة والقذارة، رغم وجوههم الهادئة وذقونهم الطويلة، وآيات القرآن الكريم التى يتسترون خلفها وهى منهم ومن أخلاقهم المٌنحطة بريئة.
المسألة ببساطة، أن السفلة لا يملكون ما يحاولون إقناع الناس به، وهم فشلة بالتجربة والواقع، الذى أثبت عدم قدرتهم على إقناع الناس بأفكارهم، فانقلب الشعب عليهم، بعد تجربة فاشلة لم تدم طويلًا، بعد انكشاف حقيقتهم وما يضمرونه من شر وسوء لهذا البلد وشعبه .
الغل والكراهية لسان حال هؤلاء المرتزقة، يهاجمون كل شىء وأى شىء، حتى ولوكان الرفض للشيء ونقيضه، وهى صورة كوميديا ساخرة، أن ترفض شيئًا، وتعود لترفض نقيضه، فتؤكد أنك لا تفهم ولا تعى ما تقول، وإنما مجرد خيال مآتة تردد ما يُملى عليك أوما يُطلب منك .
الشاهد أن المنحطين أصحاب تاريخ مسيء، سواء من كان تابعًا عميلًا ذليلًا داخل الوطن، يستجدى الواسطة أويبيع كرامته من أجل الظهور، أو من كان مهملًا وحيدا يجلس على السلالم وبين ‘صابعه لفافات الحشيش، مشهورا عنه التحرش والنظر للفتيات بحسرة الذليل المنبوذ، بسبب سوء سمعته وأخلاقه، ليعودوا لنا عبر شاشات تركيا المؤجرة، دعاة الأخلاق والعلم والدعوة، وهم فى الحقيقة بؤساء منحطون فشلة.
دوما كنت أرفض رد الإساءة بالإساءة، ولكنى اكتشفت أن هؤلاء لا يرد عليهم إلا بما فيهم، وهم أبعد ما يمكن تخيله عن الحقوق التى يدعونها، فصاحب الحق الجدير بالاحترام والاستماع له، هو صاحب قضية يدعو لها بخطاب يُثبت أحقيته بالتمتع بهذه الحقوق، إأنما خطاب الكراهية والتحريض والإساءة للناس فلا يصدر إلا عن إرهابى أو داعية عنف وقتل وسفك دماء، وهؤلاء لا حقوق لهم .
فعلا فيه شاشات عليها صناديق زبالة وليس إعلاميين .