
محمود بسيونى
PLP.. النجاح والحقد
هذه السطور هى شهادة بسيطة من صحفى اقترب من تجربة البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، ومؤتمرات الشباب منذ المؤتمر الأول عام 2016 فى شرم الشيخ، وتابعت كيف تطورت الفكرة والأداء، وكيف كانت الدولة تقيم التجربة ومع التقدم والنجاح كانت تقدم المزيد من الدعم والمساندة .
نجاح التجربة كان مرهونا بتحقيق أربعة شروط أشار إليها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مؤتمر الشباب بالعاصمة الإدارية الجديدة، وهى التجرد والجدية وعدم المجاملة والانتقاء والفرز، تحقق هذه الشروط فى تجربة شباب البرنامج الرئاسى كانت هى السبب وراء ذلك النجاح الكبير الذى حققته التجربة، وقدمت لمصر جيلا جديدا من النخب السياسية المؤهلة وعلى درجة كبيرة من الوعى بالعمل العام ، بالإضافة إلى أنه شارك فى تنظيم عدة تجارب جادة وصلت به إلى العالمية مثل منتدى شباب العالم ومنتدى الشباب العربى الإفريقى .
قدمت التجربة شبابا محصنا من أمراض السياسة القديمة، فلن تجد شللية أو محسوبية أو صراعا على مناصب أو شو إعلامى، بدلا منها سترى عملا جماعيا جادا تسيطر عليه روح الفريق والرغبة الجارفة فى النجاح، لا تنافس على لقطة، الكل يجتهد لإنجاح الفريق عبر عمل ومثابرة فى الدراسة والبحث، حتى تحولت كثير من الأفكار التى تخرج من أفواه هؤلاء الشباب إلى توصيات ملزمة للحكومة كان آخرها مشروع تطوير منطقة رأس التين بالإسكندرية، وعرضه شباب البرنامج فى نموذج محاكاة الدولة المصرية الأخير، والذى يغير شكل المنطقة تماما ويحولها إلى منطقة سياحية عالمية، قدم الشباب مشروعا متكاملا يشير إلى جهد بحثى وهندسى رائع بُذل حتى يخرج الاقتراح بهذا الشكل ويتبناه الرئيس .
لكن وكما هو متوقع عند ظهور أى تجربة مصرية ناجحة نجد سكاكين الحقد والغل تطعن فيها، و شباب PLP لن يكونوا استثناء من القاعدة، وتعرضهم للهجوم والتصيد طبيعى ودليل حقيقى على نجاحهم وقوة تأثيرهم، خاصة بعدما تحولت مؤتمرات الشباب التى ينظموها إلى مطبخ واسع للسياسات العامة داخل الدولة المصرية، وعبره تقدم الدولة المصرية رؤيتها تجاه القضايا المطروحة محليا وعالميا بكل شفافية.
بالقطع أى نقد موضوعى للتجربة أمر مهم وضرورى، لكنى أقصد الرد على محاولات التشكيك فى النجاح غير المبنى على أى أساس علمى، أو التى يغلب عليها الهوى الشخصى، فضلا عن أن كثيرا من ذلك الهجوم المغلف بكلمات نقدية أراه جزءا من هدم تجربة التقارب القوى بين مؤسسة الرئاسة وبين شباب مصر الممثل فى شباب البرنامج الرئاسى، والسعى نحو عودة الجفاء والفجوات وقطع الصلات وزمن أكاديميات التغيير التى أفسدت أجيالا من الشباب، وكان خريجوها أهم لاعبى مخطط الفوضى وهدم الدولة وهو ما زلنا ندفع ثمنه حتى اللحظة .
نجاح البرنامج فاق توقعى الشخصي،وأصبحنا أمام مدرسة مصرية فى تأهيل الشباب للقيادة فى كل المجالات، وهو ما توج بظهور الأكاديمية الوطنية للتدريب، واتساع دورها ليشمل الشباب الإفريقى مع المصرى عبر برنامج APLP، ليتحول البرنامج إلى جزء من القوة الناعمة المصرية الجديدة التى تقدم خبراتها بروح التعاون والانفتاح لأشقائنا فى إفريقيا.
أتصور أن أهم نصيحة يمكن أن تقدم لشباب البرنامج الرئاسى وهم مستقبل العمل السياسى المصرى مع زملائهم فى تنسيقية شباب الأحزاب، هى كلمات الرئيس السيسى « لو حد ضايقك اشتغل، لو حد طول لسانه عليك ما تردش عليه واشتغل، لو تأمر عليكم ما تضيعوش وقت معاه ووفروا وقتكم للعمل والجهد .