الجمعة 26 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تحقيق مقاصد الحج الكبرى.. (بالقانون)

تحقيق مقاصد الحج الكبرى.. (بالقانون)






الحج.. هو الركن الخامس للدين الإسلامى، وتتوق نفس كل مسلم لأداء هذا الركن الركين (من استطاع إليه سبيلا) منذ بعث الله تعالى الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم بتلك الرسالة الخاتمة، وقد وضع القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة للحج (مقاصد كبرى)، يقتضى تحقيقها منهاجاً للقوانين (بمفهومها العام) والأنظمة واللوائح المنظمة للحج، وحدد الفقهاء والشراح من هذا المنهاج تقنينًا تشريعياً متكاملاً لهذه المناسك وتلك الأنظمة.
البداية كانت من وضع البيت الحرام فى الأرض بوصفه أول بيت يوضع للناس فى مكة المكرمة «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ» سورة آل عمران 96.. وبعد فترة من الرسل ومرور أحقاب ذوات عددٍ ضل البشر واندثر البيت وعفت آثاره، فكان لابد من تعيين مكانه لسيدنا إبراهيم عليه السلام ومجيئه إلى منطقة مكة المكرمة، أى «أنه بوأ إبراهيم مكان البيت أى أرشده إليه وسلمه له وأذن له فى بنائه» ثم كان الأمر بتطهير البيت من ألوان الشرك للطائفين والقائمين والركع السجود، ثم الاشتراك مع سيدنا إسماعيل فى رفع القواعد من البيت، بعد اتخاذ السيدة هاجر وابنها إسماعيل عليهما السلام تلك المنطقة دار إقامة لهما، ودعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام « وإذ قال إبراهيمُ ربّ اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات...» سورة البقرة 126، وسيصبح بعض سلوك السيدة هاجر وابنها إسماعيل جزءًا من مناسك الحج.
ثم كانت الخطوة التالية وهى إعلام الناس بالحج، وأمره سبحانه وتعالى لسيدنا إبراهيم بأن يؤذن فى الناس بالحج يأتوه رجالاً وعلى كل ضامرٍ يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا الله فى أيام معلومات.. أى نادى فى الناس داعياً لهم إلى الحج إلى هذا البيت الذى أمرناك ببنائه فُذكر أنه قال: يا رب إن صوتى لا ينفذهم، فقال: ناد وعلينا البلاغ.  
وعندما أشرقت الرسالة الخاتمة جعلت الحج فريضة وثبت ذلك فى الكتاب والسنة والإجماع، وأنه ركن أساسى من أركان الإسلام، ويعرف الحج بأنه قصد البيت الحرام فى زى مخصوص والطواف به والسعى بين الصفا والمروة والوقوف بعرفة وأداء المناسك المتممة لهذه الفريضة فى مواقيت مخصوصة استجابة لأمر الله وابتغاء ثوابه.
وقد رغّب رسول - الله صلى الله عليه وسلم - فى ضرورة أداء فريضة الحج، وجعلها من أفضل الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، وأنه بمثابة «جهاد الكبير والضعيف والمرأة»، وأن من أداه بصورة صحيحة تامة مُحيت ذنوبه « ورجع كيوم ولدته أمه» ، وأن الحجاج والعُمّار وفد الله،إن دعوه أجابهم وإن استغفروه غفر لهم، وأن «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة».
وحدد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يكون الحج مرة واحدة فقط فى العمر، إلا أن يَنْذُره البعض فيجب الوفاء بنذره، وما زاد عن ذلك فهو تطوع، ويحب على الإنسان التعجيل بالحج ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
كما حدد فقهاء الإسلام واجبات للحج إلى جانب الأركان لا يتم الحج إلا بها، ومنها رمى الجمار والمبيت بمنى والوجود بمزدلفة والهدى والحلق أو التقصير.. ولكل من هذه المناسك وقتها المكانى والزمانى والكيفية الخاصة بها وآدابها وشروطها وسننها وحكمها وحكمتها وما يقال أثناء أدائها والأدعية والتلبية كذلك ، كما بينت السنة أن هناك أعمالاً تؤدى يوم النحر مرتبة هكذا وفق السنة يبدأ بالرمى، ثم الذبح، ثم الطواف بالبيت.. واستنتج الفقهاء من المصادر الشرعية من الكتاب والسنة أن هناك مجموعة كبيرة من سنن الحج وأن له آداباً وأنظمة وتعليمات منظمة له ولخدماته جاءت مفصلة فى مذاهبهم الفقهية، وأخيرًا رغّب الإسلام فى تقديم المساعدات والخدمات للحجاج مثل السقاية والوفادة والخدمة والتطوع والمساعدة وتقديم الطعام.. وجعلها من فضائل الأعمال والقربات إلى الله تعالى.
وأحمد الله تعالى أن هيئ لى أداء ذلك الركن التى لا يكتمل إسلام المرء إلا بأدائه (من استطاع إليه سبيلا).
وبالقانون.. تحيا مصر،،