سلام اﷲ على عرفات

مشاعر الحج نافذة فى القلوب. تطرب لها الآذان مع كل سماع هتاف الحجيج لبيك اللهم لبيك.
وترتجف لها الأبدان شوقًا كلما سمعت خطبة جبل عرفات.
على جبل عرفات تذرف الدموع وتخشع القلوب وتخلع الأجساد السعى فى الحياة منذ الخلق والولادة.

لا تزال خطبة الوداع التى نطق بها صلى الله عليه وسلم تخرق القلوب الصدأة.. ولا تزال كلماته ترن فى فلاء السموات والأرض عندما هتف قائلًا:  ألا إن الدماء كلها حرام!

السلام يُقْرِئُك السلام.. كلمات ألقاها الملاك جبرائيل العظيم على النبى محمد فى غير مرة هبوط.. السلام يواجه الخراب والخراب مرادف الدماء !

ينفر الحجيج فى عرفات وتنفر معهم قلوب المحبين فى العالم تتوق للحظة جنوح واحدة مع الله.

هذه اللحظة تجدها بوضوح على أعلى جبل عرفات. تقف النفس مشدوهة أمام أعمالها على الجبل تحاسبها وتسألها :
من أين لكى هذا ؟
من أين لكى بجبروت المظالم ؟

من أين لكى بالقهر والغيرة والحقد والحسد وكل الأمراض النفسية المستوطنه فى قاع النفس!

من أين لكى بالقسوة والجمود؟
فى الحج سأل الناس الرسول عن كثير من الفتاوى فكان يقول : افعل ولا حرج !
كان بابًا للاجتهاد عظيم أغلقه الجهال فضربوا عظمة الإسلام فى مقتل؟

ضربوا فتح أبواب الاجتهاد العظيمة التى فتحها النبى صلى الله عليه وسلم بنفسه أمام الحجيج.

تتوق النفس للحظة مناجاة واحدة صادقة لا تجدها ربما إلا ما ندر.. فيما يبقى جبل عرفات جامعًا حقيقيًا لكل لحظات صدق الملايين فى وقت واحد.
لو سألنى أحدهم ما هو الحج بالنسبة لك لقلت هو لحظة صدق واحدة على ذلك الجبل العظيم.. عرفات!