الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«أم الإرهابى»

«أم الإرهابى»






3 أمهات فى مشاهد متقاربة لخصن بشكل مختلف الحادث الإرهابى أمام معهد الأورام.
الأم الأولى هى التى انتشرت صورتها بشكل كبير جدا والرعب يملأ وجهها، فيما الابن الذى لا يعى الموقف محمولا على كتفها مذهولا.
الصورة سجلت لحظة الحادث والأم جالسة على أحد الأرصفة القريبة من المعهد تحتضن طفلها مريض السرطان، وباتت حديث الجميع.
الأم المرتعبة «فايزة» نالت قدرا كبيرا من التعاطف تضامنا معها لما عكسته ملامح وجهها من حزن من هول الصدمة، وخوف من مستقبل مجهول ينتظرها.
الأم الثلاثينية،سجلت لها الكاميرا موقفا آخر بعد 3 أيام من الحادث الإرهابى وهى مبتسمة فى صورة جديدة،نشرتها لها الصفحة الرسمية للمعهد القومى للأورام،على موقع «فيس بوك» برفقة اثنين من الأطباء فى المعهد، لطمأنة الجميع عليها وعلى حالة طفلها، نالت أيضا قدرا واسعا من الاهتمام وتوالت عليها التعليقات والدعوات لها ولصغيرها «عبد الرحمن».
هذه هى الأم الحقيقية، المصرية الأصيلة التى جاءت من آخر الدنيا بحثا عن علاج لابنها مريض السرطان، مشاعر أمومة صادقة وصلت للقلب فى الحالتين، الرعب، ابتسامة الاطمئنان بعد الأمن.
الأم الثانية، هى أم الإرهابى،عبد الرحمن خالد، منفذ حادث معهد الأورام والتى كشفتها الداخلية، من خلال عمليات الرصد والتتبع التى قامت بها فرق التحقيق حتى توصلت لهوية المتهم وبياناته.
أم الإرهابى المنفذ للعملية ظهرت فى فيديوهات كاميرات المراقبة التى رصدتهما أثناء لقائهما أمام حديقة الأزهر لوداعه قبل تنفيذ العملية،وعقب حصوله على تكليف بالانتقال بالسيارة المفخخة قبل الحادث بيوم.
الأم ذهبت لوداع ابنها، تعطيه دفعة قوية وحنانا ظالما ليقتل، ذهبت لتشد من أزره، تحتضنه كأفعى تبث السم فى الدم،تبارك له إرهابه وتعلن رضاها عن القتل والدم.!
لم تطرف لها عين، لم تر فيما يفعله الأبناء - الإرهابى وشقيقه- ما يشين أويدين،بالعكس قدمتهما هدية لأمراء الإرهاب المنعمين فى الدوحة وقطر،قدمتهما قربانا لمن شوهوا حتى غريزة الأمومة المتأصلة حتى فى الحيوانات، الغريزة التى تدفع الأم للتضحية بنفسها من أجل أبنائها.
الكارثة أن أم الإرهابى المنضم لحركة «حسم» الإرهابية، يصعب محاكمتها، فلا قانون يدين أما شوهت نفسية ابنها، أرسلته إلى الجحيم.
لا يوجد نص قانونى يعاقب الأم على أفعال ابنها، ولا يوجه لها اتهامات إلا إذا كانت شريكته فى توافر الركن المادى للجريمة «اشتركت معه بالفعل» كمشاركتها معه فى التمويه أو إخفاء المتفجرات أو أى شىء ملموس من هذا القبيل.
ببساطة، إذا لم ترتكب أى أفعال مادية فى الجريمة فلن يوجه لها أى اتهامات، ستواصل حياتها لتقديم المزيد والمزيد من الإرهابيين، تبث السم فى عروق آخرين، سواء كانوا من الأبناء أو الأقارب.
هذه الأم لا تختلف كثيرا عن أم إرهابى آخر قدمت له فى إبريل 2017 عروسا، كتصبيرة حتى يصل لحور العين المنتظرين له على أحر من الجمر.!!
أم المتهم رقم 42 «إسلام أبو النيل» قدمت لابنها فى جلسة محاكمة 67 متهما باغتيال المستشار هشام بركات، النائب العام الراحل،، العروس واحتفلت بها داخل قاعة المحكمة.
وقدمت والدة المتهم للعروس «شيماء حسين» خاتم الخطوبة ومن ثم قام المتهمون بالاحتفال بالخطوبة من داخل قفص الاتهام داخل قاعة المحكمة.
الخطيبة «شيماء» وقتها اعتلت أحد مقاعد القاعة، ولوَّحت بيدها اليمنى لتظهر «الدبلة» التى وضعتها فى إصبعها، ورسمت علامة «القلب» ناظرة للمتهم داخل القفص، واحتفل بها أهالى الإرهابيين الموجودين داخل القاعة، وداخل القفص ابتهج المتهمون وتحلقوا حول «أبوالنيل» ورفعوه على الأكتاف.
وقالت الفتاة للصحفيين: «أنا وإسلام بتربطنا قصة حب منذ فترة وكان فيه قراءة فاتحة قبل القبض عليه بأسبوعين، وأهلى متمسكين به، ووالدى ووالده صديقان».
هذه أم أخرى تبارك وتشجع وترسم الخطط لمستقبل الدم، تقدم عروسا،لابنها المتهم فى اغتيال النائب العام.
ومعها أم أخرى أقنعت الابنة أن ما تفعله جهاد فى سبيل الله، أم شاركت ببساطة فى إفساد وتشويه الفطرة السليمة.
السؤال المهم الآن، إلى متى سنظل صامتين،إلى متى سيظل القانون عاجزا عن معاقبة هذا السلوك، عاجزا عن معاقبة أمهات تحولن إلى «مدارس إرهاب» مدارس لتفريخ أجيال جديدة من الفكر المتطرف ترعاه وتقدمهم قرابين للدم، إلى متى سنظل صامتين على أمهات تغرس الإرهاب فى عقول أبنائها وتغرس بذوره فى نفوسهم.