الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مؤشر الفتوى.. ومواجهة التطرف

مؤشر الفتوى.. ومواجهة التطرف






   تابعت منذ أيام قليلة أحد أهم الإنجازات المهمة التى تقوم  بها دار الإفتاء من خلال وحدتها التى أطلقتها العام الماضى باسم « مؤشر الفتوى « هذا المؤشر الذى أعلن عن  انطلاقه  فضيلة مفتى  الجمهورية د. شوقى علام  فى أكتوبر  من العام الماضى طلق فضيلة الأستاذ الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، اليوم الخميس، المؤشر العالمى للفتوى، وهو أول مؤشر من نوعه فى هذا المجال، تنفذه ضمن وحدة الدراسات الاستراتيجية بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم.
وفى الحقيقة قد أرى أن عمل مثل هذه الوحدات قد يكون أكاديميًا أكثر منه عملى وفعال، إلا أن مؤشر الفتوى استطاع فى فترة وجيزة أن يلفت الأنظار لطريقة عرضه لما يقوم برصده من فتاوى وأفكار متطرفة ويعطى نتائج مفيدة للقارئ ، حتى يتسنى له تكوين رؤية كاملة وصحيحة عن هذه التيارات والجماعات المتطرفة التى تحاول النيل من عقول أبناء هذه الأمة.
 ولقد لفت انتباهى فى التقرير النصف سنوى للمؤشر العالمى للفتوى والذى صدر حديثا أن الفتاوى غير الرسمية سيطرت على المشهد الإفتائى العام فى الدول العربية بنسبة (53%)، وقبل أن أطرح على نفسى الأسباب وجدت هناك توضيحا مقبولا لهذه النسبة فى التقرير وهى الاضطرابات التى تشهدها العديد من تلك الدول كسوريا واليمن وفلسطين.
وحول جماعات التطرف رصد تقرير المؤشر ما يقارب 1000 إصدار لأبرز التنظيمات الإرهابية الفاعلة على الساحة الدولية، و أكد التقرير أن  تنظيم «الإخوان المسلمين» الإرهابى، لا يقل خطورة عن خطورة التنظيمات الإرهابية الأخرى مثل «القاعدة»، و»داعش»، بل عدها البعض أخطر بسبب تغلغل أتباع ومنظرى التنظيم فى بعض المجتمعات، بل هناك حكومات كاملة تتولى رعايته ودعمه، كما أن هناك مؤسسات إفتائية كاملة تنتهج الفكر «الإخوانى» فى بعض الدول العربية.
وعن أبرز إحصاءات فتاوى جماعة الإخوان فاوضح المؤشر أن (55%) من فتاواها تحرِّض على العنف والحروب الأهلية واستهداف الجيوش الوطنية، كما أن (45%) من فتاوى التنظيم «استقطابية» تتسم بالبعد عن التشدد لاستقطاب المتلقى وتهيئته لتقبل الفكر المتطرف.
 والعجيب كما يشير  تقرير مؤشر الفتوى أن جماعة الإخوان بفكرها المعوج استغلت الفتوى أسوأ استغلال، وابتكرت أسلوبا عصريا لتحقيق ذلك وهو أبلكيشن «يورو فتوى» التابع للمجلس الأوروبى للإفتاء والبحوث، التابع لجماعة الإخوان الإرهابية، حيث حذر المؤشر من خطورة التطبيق وما يبثه من أفكار وفتاوى وآراء متطرفة تنمِّى ظاهرة الإسلاموفوبيا فى الغرب، ولذلك  طالبت جهات رسمية فى كل من ألمانيا وفرنسا بحظره بين الشباب المسلم فى البلدين.
إن استثمار مثل هذه الجهود التى يبذلها مؤشر الفتوى بقيادة إعلامية واعية من شأنه أن يؤدى لنتائج إيجابية عديدة ويمثل حائط  صد لمحاولات الجماعات المتطرفة من استخدام الفتوى لتجنيد العقول والشباب باسم الدين، فتحية تقدير لجنود دار الإفتاء الذى يبذلون هذا الجهد حماية للأمة وإخلاصا لدين الله.