
رشدي أباظة
«المبادرة الحرام» فى «الشهر الحرام»!
منذ إزاحة حكم تنظيم الإخوان فى الثلاثين من يونيو عام ٢٠١٣ والمرجفون فى المدينة يقدمون مبادرات طوق نجاة لانتشال التنظيم من براثن القبر التى قررها الشعب المصرى ومن خلفه الدولة المصرية.
يصرون على إطلاق محاولات النجاة لتنظيم يحارب مصر حتى اللحظة التى يخط فيها قلمى هذا المقال.
المبادرات تتوالى رغم نهج التجاهل الثابت من الدولة المصرية.. لكن الإصرار هو «استراتيجية إخوانية» لمعرفة أين يقع التنظيم فى ذهنية الدولة المصرية؟
الإصرار هنا هو اختبار لمعرفة حجم تأثيرات التكتيكات الإخوانية على حركة الدولة نحو التنظيم؟
كل ذلك بهدف تعديل السلوك الإخوانى غير المجدى أو تكثيف تلك التكتيكات التى ظن التنظيم أن لها تأثيرًا تراكميًا على موقف الذى ربما قد يلين أو يتزحزح بقدر يسمح بثغرة للتسلل!
آخر هذه المبادرات أعلنها أحد شباب الإخوان للإفراج عن المحبوسين.
فخ إخوانى جديد فى ظل استمرار استراتيجية إخوانية لأن يظل التنظيم بندًا رئيسيًا حيًّا فى أجندة!
المبادرات المتكررة عمدًا تهدف لنقل ملف الإخوان فى مصر من مساحة «القانون والتقنين» إلى مساحة «السياسة» حيث تتعدد طرق اللعب والتلاعب!
أصحاب تلك المبادرات الخبيثة ومروجوها يعلنون صراحة عن إمكانية الإفراج عن غير المتورطين فى قضايا القتل والإرهاب.. أى أن مجرد الاستجابة المبدئية لها هو اعتراف رسمى من الدولة بأن السجون مملوءة بالمسجونين ظلمًا أو فى قضايا رأى!
المبادرة الأخيرة تعلن عن الاستعداد لدفع خمسة آلاف دولار مقابل المفرج عنه الواحد.. هنا الأسئلة تطرح نفسها بنفسها:
١- من الذى سيدفع تلك المبالغ؟
٢- من الذى سيحدد المحبوسين التى تنطبق عليهم شروط الدفع المسبق؟
٣- أين تلك المبالغ الآن، وعلى ما ستصرف إذا رفضت الدولة؟
٤- من الذى حدد قيمة حرية الفرد الإخوانى بهذا المبلغ، وهل نفس المبلغ سيدفع للقيادة وللكادر العادى أم أن هناك تفاوتًا فى أسعار الرقيق الإخوانى؟
٥- هل سترفع الجماعة تمويلها عن كل من يرفض اللحاق بركب المبادرة؟
٦-ما هى قيمة الإخوان الذين أعدموا أو المحبوسين بأحكام نهائية أو الذين قتلوا فى مواجهات أمنية؟
لئن لم ينته المرجفون فى مصر من المروجين للإفراج عن القتلة من السياسيين والإعلاميين الذين فى قلوبهم مرض لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا!