الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«روزاليوسف».. «باشا»!

«روزاليوسف».. «باشا»!






فى فبراير سنة 1937 حصل الصحفى الكبير الأستاذ «عبدالقادر حمزة» على رتبة الباشوية وقبل ذلك بنحو 11 سنة نجح فى انتخابات مجلس النواب ليصبح مع زميله الأستاذ أحمد بك حافظ عوض صاحب جريدة كوكب الشرق نائبين فى مجلس النواب!!
وعبرت السيدة روزاليوسف عن فرحتها وسعادتها بنجاحهما وكتبت مقالا رائعا تطالبهما وتوصيهما خيرا بالصحافة والصحفيين والدفاع عنها والذود عن حقوقها!!
وانتهزت روزاليوسف فرصة حصول عبدالقادر حمزة صاحب الجريدة الوفدية العريقة «البلاغ» وهنأته بكتابة مقال رائع طالبت فيه رئيس الديوان الملكى بمنحها رتبة الباشوية!!
عنوان المقال من روزاليوسف باشا إلى صاحب المقام الرفيع رئيس الديوان الملكى «قالت فيه: كان للإنعام برتبة الباشوية على الزميل الفاضل صاحب «البلاغ» الغراء رنة فرح فى نفسى لعدة أسباب منها أن الزميل المحترم جدير بها نظرا لبلائه وجهاده فى خدمة البلاد ومنها إننى والزميل فرسا رهان فى ميدان الجهاد، وقد اضطلع كل منا بنصيب وافر من اضطهاد الحكومات المتنوعة فإذا لوحظ أننى سيدة تركت «جر الذيول» إلى الكفاح والطعن والنزال كنت أوفر منه نصيبا!!
وكما كوفئ الزميل على جهاده ونال وسام الاعتراف بخدماته للوطن، فليس ثمة شك فى أن «الباشوية» فى طريقها إلىّ وقد لا تكفى الباشوية وحدها!
من أجل هذا سُررت ورحت أزف التهنئة إلى صاحب البلاغ فى عبارات حادة ويقينى أن هذه العبارات سترد إلىّ إن لم يكن بعد ساعات فبعد أيام!!
ورحت أدرب نفسى على خيلاء الباشوية وأكيف مواقفى وإشاراتى وأبدل من طريقة جلوسى ومشيتى بما يتفق مع و(هيبة الباشوية» ولا أنكر أننى استشعرت شيئًا من الكبرياء يصطبغ به حديثى ويغلب على معاملتى لزملائي المحررين، ولكنى لم أبال وقلت لنفسى غدا يستسيغون هذه المعاملة ويتقبلونها!!
ومرت الأيام تباعا وأنا فى كل يوم أتوقع وصول الباشوية وأجعل جلستى بقرب التليفون وأجيب على النداءات المتكررة وأنا أتوقع فى كل مرة أن أتلقى خبر الإنعام من السراى فيخيب فألى ولا أرى إلا دائنا يتعجل دفع دينه!! أو سؤالا هايفا من أحد القراء أو احتجاجا من أحد الأشخاص!!
وبدأ الأمل فى الحصول على الباشوية يضمحل فى نفسى حتى تلاشى أو أوشك قد دخلني الحنق ورحت أبحث عن أسباب هذا التأخير وأقلب وجود الاحتمالات الكثير فلم أجد ما يحول دون أن يشملنى التقدير السامى كما شمل سواى!
ولم أتوان عن استطلاع الأمر من الخبيرين بشئون الرتب والألقاب فإذا بى أقف على ما لم يخطر لى ببال فقد قيل لى إننى «سيدة« وأن العرف والتقاليد والبروتوكول كلها تتكاتف وتتجمع وتقف عقبة فى سجل الباشوية!! غير أن هذه الأسباب الواهية فى نظرى على الاقل - لم تكن لتقنعنى بأحقية حرمانى من التقدير الذى أستحقه كما استحقه سواى ولئن كانوا قد جاهدوا فقد جاهدت أو أدوا الخدمات إلى بلادهم فقد أديت ما فى الطاقة وما فوق الطاقة ولئن بذلوا التضحيات فقد بذلت الكثير فكيف يتلاشى هذا كله ولا يكون له حساب عند الحاسبين لأنى سيدة؟!
وعدت أقول لنفسى ولكن هناك سيدات كثيرات سبقتنى إلى ألقاب الشرف وأوسمة التشريف ومنهن من كن كل ما قدمته الوطن هو زواجها من أحد العظماء وليس الزواج فيما أظن فى قائمة التضحية والجهاد!!
دارت هذه الخواطر فى مخيلتى فلم أتوان عن تسطيرها وتوجيهها إلى حضرة صاحب الرفعة رئيس الديوان الملكى وكل ما ألتمسه منه أن يرفعها إلى الأعتاب الملكية ومن يدرى!! أليس من الجائز أن يشملنى عطف المليك المحبوب فلا تتبدد هذه الآمال التى سعدت بها لحظات مع الهواء؟! ولم لا؟!