
صبحي مجاهد
طفرة دعوية
لا يختلف اثنان على أن الداعية يعد أحد أهم القوة الناعمة التى يتم بها تحقيق الاستقرار فى المجتمع حيث يحظى الإمام فى المسجد بفرصة لا تتاح لغيره حتى من وسائل الإعلام وهى حضور المتلقى والجمهور له بكامل إرادته بنية الفهم الصحيح للدين ، والتعرف على رؤية الشرع فيما هو مستجد.
وانطلاقًا من أهمية دور الإمام فإن الاهتمام بتثقيفه ورفع مستواه يعد من أوجب الضرورات الحالية فى مواجهة دعاة تيارات الفكر المتشدد فى عرض أفكارها على الساحة، وجذب الشباب لها بوسائل متعددة ومن أهمها وسائل التواصل الحديثة.
إن تحقيق الطفرة الدعوية فى مصر لا يمكن أن يتحقق دون صقل المهارات الإعلامية ومهارات التواصل لدى الدعاة، وهو ما فطنت له وزارة الأ وقاف من عقد دورات إعلامية للدعاة لتنمية المهارات الإعلامية والدفع بالمتميزين من شباب الأئمة بعد إعدادهم وتأهيليهم علميًا وإعلاميًا فى البرامج الإعلامية المتنوعة، من أجل نشر الفكر الوسطى المستنير ومواجهة الأفكار الهدامة والمتطرفة.
إن مثل هذه الدورات تمثل، كما أكد وزير الأوقاف، انطلاقة جديدة بل وغير مسبوقة تهدف إلى نقلة نوعية وتميز شامل فى قضايا تجديد الخطاب الدينى، والأمل فى أن تؤتى تلك الجهود ثمارها فى نشر الوعى الجماعى، وتقديم دعاة لديهم مهارات التحدث.
إن ثقافة الداعية وقدرته على الإقناع يمثل خطوة مهمة فى عودة تأثير المساجد والدعوة فى المجتمع لأن الداعية يعد هو الأساس فى العمل الدعوى ، فإذا ما استطاع أن يمتلك أداوت الفهم والإقناع أصبح حائط صد مهم فى مجال خدمة الدين والوطن.
أضف إلى هذا ما تصر عليه وزارة الأوقاف من تدريب الدعاة على الحاسب الآلى والتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعى من خلال دورات مستمرة بأكاديمية الدعاة التى تقدم كل يوم جديد فى مجال رفع مستوى الداعية والإمام.
وكلمة حق.. ما حققته وزارة الأوقاف فى فترة وجيزة يلفت الانتباه إلى الجهد المبذول لتصحيح مسار الدعوة من حيث الوسيلة والتأثير، والانتشار، وأن حرص الأوقاف على التقدم بدعاتها، ووضعهم على الطريق الصحيح فى تقديم دعوة مستنيرة وعصرية أمر جدير بالإشادة، فما تم تحقيقه فى تلك الفترة لا يمكن أن يتم إلا بعد جهد سنوات من العمل.
ويبقى على الدعاة فقط أن يخلصوا النية فى تحصيل كل ما هو جديد، وأن يستفيدوا بما تقدمه وزارة الأوقاف من إمكانيات، ودورات من أجل أداء رسالة الدعوة على أكمل وجه، لحفظ الدين والوطن والمجتمع.