الثلاثاء 22 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البقلاوة التركى! «2-2»

البقلاوة التركى! «2-2»






الفضائحية التنظيمية التى بدت سوءتها للإخوان من الإخوان أنفسهم فى المنفى التركى تستحق التحليل والرصد.

تحليل ورصد يغوص فى أعماق الذات الإخوانية بحسبانها جوفا بداخله نفس مريضة تعانى الاضطراب والخلل والتشوه!
اضطراب وخلل وتشوه جعل منها بيئة مثالية للانضمام إلى التنظيم كقطيع هائم على وجهه لا يرى لا يسمع.. ولا يتكلم!

نفوس الإخوان لم تختلِ ولو لمرة واحدة تدرس وتتدارس لماذا هم مجموعة من القطعان الخرفة تقودها قيادات مضطربة نفسيًا وسلوكيًا.
ولعل المنفى التركى قد شكل «خلوة» إجبارية لهؤلاء كى يروا بأعينهم فعل قياداتهم.
لقد أضحت «الغربة» لدى هؤلاء اختبارا لمعرفة التنظيم!
فى «إسطنبول» حيث يجد الإخوانى نفسه وحيدًا «غريبًا» بعدما كان «مغتربًا» فى وطن لم يتخذه سوى مجرد سكن!
هو الآن بلا سكن أو وطن.. وبلا تنظيم!
والآن يكتشف أنه كمن انفصل عن حاضنته الصناعية قبل اكتمال نموه.
هنا يواجه حقيقة الجريمة التى مورست فى حقه بعملية اغتيال الصفة الإنسانية داخله!
فجأة يجد نفسه مطالبًا بإدارة ذاته التى كان يحتلها التنظيم ويديرها نيابة عنه.. فجأة يكتشف أن المحتل التنظيمى لذاته الإنسانية تركها بورًا من أى معلم للإنسانية!
ليس ذلك فحسب بل إن «القيادات» نفسها تواجه حالة مراهقة متأخرة كان التنظيم قد حرمها من ممارستها فلما وجدت الفرصة سانحة فى إسطنبول راحت تشبع رغباتها المكبوتة.. وانشغلت عن لاجئى التنظيم الذين أخرجوهم من ديارهم بلا تخطيط سوى الهروب إلى الأبد!

يستحق الإخوانى العامل الشفقة ورثاء حاله.. فقد خسر كل شىء.. خسر وطنه وبلاده وأرضه وسماواته وأهله وذويه وتنظيمه وخسر نفسه التى بين جنبيه.. لم يعد إنسانًا وإنما بقايا كائن حى بعد أن ملأ داخله بالغل والحقد والحسد والكراهية والتطرف.. لقد كان التنظيم السبب والآن هو السبب.. لا أرض تقله ولا سماء تظله.. صار منبتا.. لا أرضا قطع.. ولا ظهرا أبقى!