الأحد 26 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
رسالة رمسيس الثانى من ميدان التحرير

رسالة رمسيس الثانى من ميدان التحرير






يعود رمسيس الثانى ملك مصر القوى مرة أخرى إلى أشهر ميادين مصر بأكبر مسلاته ليذكر العالم ببطولاته وأمجاده ومسيرة انتصاراته الطويلة التى نٌوقشت عليها والتى ستظهر للمرة الأولى فى أكبر ميادين القاهرة وأشهرها ميدان التحرير.
صحيح أن تمثال الملك غادر ميدان رمسيس إلى المتحف المصرى الكبير لكنه يعود إلى القاهرة هذه المرة بمسلته الضخمة التى يبلغ طولها 17 مترا ويصل وزنها إلى نحو 90 طنا، ومنحوتة من حجر الجرانيت الوردى، ويأتى ذلك ضمن خطة تطوير شاملة تتم بالقاهرة بدأت آثارها تظهر فى تطوير مثلث ماسبيرو ومنطقة وسط البلد التاريخية وتمتد إلى ميدان التحرير ومنطقة الوزارات التى ستنقل قريبا إلى أماكنها الجديدة فى العاصمة الإدارية.
الواقع يقول إن القاهرة مقبلة على عملية تطوير شاملة تنفض فيها عن نفسها غبار الإهمال والمخالفات والتعديات، لتقدم صورة جديدة توازى ما تتحدث به مصر الجديدة عن نفسها فى العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة وهضبة الجلالة، وهو ما سينتقل بالتأكيد إلى باقى مدن مصر مع مرور الوقت واستمرار العمل الدءوب سواء على مستوى إصلاح الشكل الجمالى للمبانى أو تطوير منظومة الطرق.
بوجود المسلة والمتحف المصرى، يتحول وسط القاهرة إلى متحف مفتوح يضم تاريخ مصر الفرعونى والإسلامى بجانب الطراز الأوروبى لمبانى القاهرة الخديوية، وهى خطوة اتصور أنها تأخرت كثيرًا، وحلت لغزا استمر لسنوات وتسبب فى حيرة الكثيرين، ماذا نضع فى قاعدة ميدان التحرير؟ رغم أن الإجابة كانت موجودة طوال الوقت فى منطقة صان الحجر بمحافظة الشرقية لكن لم ينتبه إليها أحد.
لن تزين مسلة رمسيس الثانى ميدان التحرير ليصبح مثل ميادين فرنسا والولايات المتحدة وغيرها من عواصم العالم التى تزينها المسلات المصرية فحسب، ولكنها تحمل رسالة أكثر أهمية وهى وجود ذلك رمز من رموز الدولة المصرية فى قلب ميدان تحول ذات يوم إلى أداة من أدوات تدمير الدولة والتعدى على سيادتها وهيبتها، الميدان الذى تحول فى 25 يناير إلى ملعب من ملاعب المخابرات المعادية والجماعات الارهابية وحفرت فى ذاكرة الجيل الحالى ذكريات مؤلمة لمشهد ضياع دولة كبيرة وقديمة فى دوامة الفوضى.
رمسيس الثانى ليس ملكا عابرا فى التاريخ المصرى، فهو رمز لانتصارات المصرى القديم فى البر والبحر وعنوان لدولته القوية العابرة للتاريخ، تماثيله ومعابده هى الأكبر والاشهر وتاريخ حكمه كان هو الأعظم فى العمارة والفنون، وجوده فى ميدان التحرير بجوار العلم تجسيد جديد للهوية الوطنية  وإشارة إلى قوة وهيبة الدولة  فى الميدان الأشهر بالقاهرة.
من المهم أن تتداول الأجيال الجديدة من المصريين قصة ذلك الملك العظيم، نحن أمام سيرة بطل من أبطال مصر، صاحب أكثر المشاريع الإنشائية فى الدولة القديمة، وتخليد ذكراه فى موقع مهم مثل ميدان التحرير إعادة اعتبار لسيرة الدولة المصرية العظيمة منذ فجر التاريخ وتذكير دائم بحضارتها الفرعونية العريقة.
طرف المسلة الهرمى القاطع الناظر إلى عنان السماء، ونقوشها التى تصور انتصارات مصر القديمة على الحيثيين وقراصنة البحر الشردانيين، وتوقيع أول معاهدة سلام فى التاريخ، تحمل فى طياتها رسالة من ملك مصر العظيم إلى كل أعداء مصر، احذروا العبث مع المصريين فالعبث معنا مكلف، قد نصبر لكن ضربتنا ستكون القاضية  وفى الوقت المناسب.