محطات الهرتلة وأحاديث المزبلة!

لا فرق بين قناة فضائية وقناة أخرى إلا بما تقدمه للمشاهد عبر شاشتها من برامج وأخبار ولقاءات فنية أو سياسية أو شئون الطبيخ!!
لكن واقع الحال أن معظم المحطات تتشابه فى برامجها وما تبثه للمشاهد المسكين مثلى ومثلك، فكل المحطات متشابهة فى كل شىء ماعدا اسم «المحطة»!!
والأكثر من ذلك أن كل قناة لا تعارض أبدا سياسة أصحابها سواء من أصحاب رءوس الأموال أو حتى الحكومات التى تدعمها سراً أو علنا!!
أكثر من ألف وخمسمائة محطة عربية تملأ السماوات وتبث على مدار اليوم كله، وما تذيعه صباحا تعيد بثه مساء وفجرا بنفس الملل والرتابة!!
انظر كيف كان حال العرب قبل ظهور هذه القنوات وحال العرب الآن، وهو حال يصعب على الكافر فى كل شىء، تنافس كل بلد عربى فى إطلاق عشرات المحطات وكل محطة لها سياستها وأجندتها ومن يقف وراءها حتى لو أدى ذلك كله إلى ضياع الوطن الذى تنطق باسمه!!
وليس خافيا على أحد ما يحدث فى اليمن وليبيا والعراق وسوريا، من أحداث مرعبة وداعية منذ عام 2011 وحتى الآن.. وكم دفعت الشعوب أثمانا باهظة لهذه الأحداث!!
كل قناة تفننت وسخرت شاشتها لتعميق الخلاف لا لتضييق مساحته، واشعال النيران لا اطفائها، وكلما اقترب بلد من عبور أزمته السياسية بالحوار تجىء المحطات لتشعل الفتن والصراعات بين أطراف الأزمة فيعود الجميع إلى نقطة الصفر!!
ولأول مرة فى التاريخ نجد محطات فضائية تدافع عن وجود المحتل الاجنبى فى الدولة العربية باسم الشرعية ومحطات تدافع وتبرر تقسيم الدولة العربية الواحدة إلى دولتين باسم الوطنية!!
ورأينا محطات عربية وظيفتها الأولى احتضان كل معارض بلده وإفساح الوقت له لمهاجمة وطنه والتنديد بكل قرار يتخذه من أجل شعبه!!
وأغلب هذه المحطات تبث من خارج بلدها بحجة انعدام الحرية فى بلدها، لكن ما يثير العجب أن هذه المحطات لا تقترب أبدا بكلمة أو بحرف من أحوال البلد الذى تبث منه بل تبرر جرائمه فى حق شعبه وحق الشعوب الأخرى!!
ولعل المثال الأبرز والأوضح هو القنوات الإرهابية التى اتخذت من أسطنبول مكانا لبثها، واقتصرت ساعات إرسالها على مصر فقط لا غير، ارسال يمتد إلى 24 ساعة كل يوم بدون انقطاع من الاكاذيب والفبركات والجهل النشيط الذى يتزايد يوما بعد يوم!!
قنوات لن تجد بها إعلانا واحدا - والإعلانات هى أحد الموارد الرئيسية لتمويل أى قناة - فمن أين تأتى هذه القنوات بالملايين لتدفع نفقات بثها؟! لا يوجد سوى تركيا وقطر، والهدف واضح تماما وهو النيل من مصر شعبا وقيادة وهو ما لم ولن يتحقق!!
محطات فقدت البصر والبصيرة ومن قبلها الوطنية والانتماء لوطن، ومنذ عام 2013 وحتى الآن وهى ماضية فى هرائها ولهوها ورهانها الفاشل على إسقاط مصر، لكن وكما يقول المثل اللى اختشوا ماتوا!!
محطات هرتلة وأحاديث مزبلة أنهم يقولون ماذا يقولون! دعهم يقولون!!