رشدي أباظة
«عصام شرف».. جرائم لا تسقط بالتقادم!
رحيل مبارك المفاجئ أُسقط فى يد المعارضة.
لم يكن لديهم كتاب «فقه الدولة». كان لديهم كتاب «فقه الفوضى».
حملوا الفوضى من على أسنة الميادين. كانت قيادة عابثة. ظنوا أنهم قادرون عليها حتى أتاهم البأس!
أحد هؤلاء الذين جاءوا على جثمان الدولة آنذاك عصام شرف كرئيس للوزراء. حملوه على الأعناق من ميدان التحرير إلى مبنى مجلس الوزراء. جعلوا منه رئيسًا للحكومة. كان قد سبق توليه وزارة النقل فى عهد الرئيس مبارك، وتم إنهاء وزارته -غير مأسوف - بعد سلسلة فشل حملها فى نفسه!
لم يمارس مهام منصبه إداريًا ولا سياسيًا.. ولا حتى ثوريًا!
لقد كان ميكروبًا وزاريًا سرى فى جسد الدولة فأصابها بالشلل وراح يفصل عنها أجهزة التنفس السياسى الاصطناعى وهى طريحة غرفة الانعاش آنذاك!
أينما توجه لا يأتِ بخير.. ولم يمنع أى شر حاق بدولته!
فى ذلك الزمن المسخ جاء عصام شرف محمولًا على قواعد الفوضى.
شغل أخطر منصب فى أخطر توقيت!
هو مؤسس الفوضى المستدامة بلا منازع.
منذ اللحظة الأولى هو متخذ قراره بدفع الفواتير المستحقة وغير المستحقة.
القرار الاستراتيجى للرجل كان الاستجابة لكل المطالب غير المنطقية. بجوار مكتبه خصص مقرًا لمجموعة من ثوار لتمكينهم من ممارسة الابتزاز المؤسسى.
صحيفة سوابق عصام شرف جرائمها الآتى:
١- تعيينات عشوائية بأعداد مهولة دمرت الجهاز الإدارى للدولة.
٢- زيادة عشوائية للمرتبات.
٣- تعيين من لا يصلح فى المكان غير المناسب.
٤- محاسبات باطشة قامت على الظن والخصومة السابقة.
٥- تمكين الفوضويين من مفاصل الدولة.
لم يؤذ الدولة أحد مثلما أذاها اثنان، الإخوان المجرمون وعصام شرف ومن على شاكلته.
