الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سر «روزاليوسف»!

سر «روزاليوسف»!






عندما أصدرت السيدة «روزاليوسف» كتابها الفريد والوحيد «ذكريات» أواخر عام 1953 اعترفت بأن هذه الذكريات ناقصة وأنها لم تكتب كل شيء وبأن ما تركته منها كثير ولعل الظروف تتيح لى أن أعود إلى هذا الحديث أو لعلى أترك هذه البقية ليكتبها لكم «إحسان».
صحيح أن الأستاذ «إحسان عبدالقدوس» لم يكتب قصة «روزاليوسف» فى كتاب مستقبل لكنه كان من حين إلى آخر يكتب بعض ذكرياته عن روزاليوسف السيدة والمجلة..
وفى أحد هذه المقالات النادرة كتب يقول:
«الذين اشتركوا فى تحرير أول عدد من «روزاليوسف» كانوا يعتقدون أنهم يحررون آخر عدد!! وقد بلغ مجموع الفترات التى عطلت فيها روزاليوسف سنتين كانتا كافيتين لتحطيم رأس أى عنيد وإزهاق روح أى جريدة وأى مجلة خصوصا إذا أضيفت إليهما أوامر المصادرة والغرامات القضائية وأحكام الحبس التى صدرت على كل من تولى رئاسة التحرير، ولكن رأس روزاليوسف لم يتحطم بل تحطمت من حوله جميع الرؤوس التى حاولت تحطيمه!
وعندما بدأت روزاليوسف تكتب فى السياسة خبطت مصر وخبط الشرق العربى كله كفا على كف، فلم يكن من المألوف فى الشرق أن تصدر مجلة تحمل اسم سيدة لتنتقد الزعماء وتوجههم، ولكن هذه السيدة استطاعت أن تقنع مصر والشرق أن المرأة ليست أقل وطنية ولا هى أقل احتمالا للجهاد من الرجل فقاومت حتى وقفت على قدميها وارتفع صوتها حتى أخرس كل صوت معارض لرأيها، وتلفتت حكومات الاحتلال فإذا بروزاليوسف أخطر مما تنبأوا لها فسلطوا عليها الحديد والنار وحاربوها فى العلن والخفاء، فكان أن قضت عليهم جميعا وتهاوى جبروتهم تحت قدميها!
وأصبحت روزاليوسف أول من ينفخ فى نفير الوطنية وأول من يصرخ صرخة الجهاد، وأسماها «النحاس» باشا السيدة المجاهدة وكتب عنها مكرم عبيد باشا - سكرتير الوفد - إنها سيدة مناضلة دائبة العمل والأمل تضفى على جهادها لونا بساما متجددا من روحها!
وسر حياة روزاليوسف - السيدة والمجلة - إنها لا تعمل لتعيش يومها بل تعمل لتعيش فى التاريخ، وسيذكر التاريخ روزاليوسف كلما تحدث عن جهاد مصر، سيذكرها التاريخ عندما يتحدث عن معاهدة 1936 فقد كانت الجريدة الوحيدة التى أبت حتى أن تقول أن المعاهدة خطوة نحو الاستقلال، بل سمتها «تنظيم الاحتلال»!
وسيذكرها التاريخ عندما يتحدث عن التاريخ المصرى لتكوين حزب السعديين، فقد كانت روزاليوسف اليومية مقدمة إنشاء هذا الحزب!!
وسيذكرها التاريخ كلما تحدث عن قيام حكومة وسقوط أخرى، فأنه ما من حكومة سقطت إلا وكانت  روزاليوسف أول من نادى بسقوطها، وما من حكومة قامت إلا وكانت روزاليوسف أول من نادى بقيامها.
وسيذكرها التاريخ عندما يتحدث عن طرد اللورن كيلرن - المندوب السامى البريطانى - من مصر فقد كانت روزاليوسف وحدها أول من نادى بطرده وأول من هاجمه فى شخصه وسياسته فى وقت ظن فيه أنه يحكم أمة من عبيد!
وروزاليوسف شباب متجدد وجهاد مستمر وتضحية فى كل يوم وهذا هو سر بقائها، والذين يتخلى عنهم شبابهم يضنيهم العمل فى روزاليوسف، والذين يملون الجهاد يختنقون فى جو روزاليوسف، والذين يتسرب إلى نفوسهم الطمع وزيف الدنيا ليس لهم إلا أن يطردوا من «روزاليوسف».
انتهى أبرز ما جاء فى مقال الأستاذ إحسان عبدالقدوس وكان عنوانه «ألف عدد» فى ذكرى ميلاد المجلة، وتبقى كلمات إحسان دستورا حتى اليوم لكل أبناء روزاليوسف!