
رشدي أباظة
سوء الخاتمة
للموت حرمة. واختيار العقائد فى الحياة قبل الوصول لمحطة الموت حرمة. فى مصر انتهك تنظيم الإخوان وجماعات الإسلام السياسى حرمات الحياة والموت.
قذفوها بكل نقيصة وبمنتهى الخسة فى أعتى درجات الفجر والخصومة.
كما انتهكوا حرمات العقيدة والاختيار كان أول من انتهك حرمات الموت والحكم بعد الموت!
عادة ما ينتج «الإخواني» أسرة إخوانية.. كل مصرى يولد على فطرة الوطن مصر ما لم يتم العبث فى عقله وقلبه من أب وأم إخوانيين!
المفارقة هنا أنه من فرط هشاشة شخصية الراحل محمد مرسى العياط والتى كانت سببًا فى اختيار التنظيم كمندوب فى مؤسسة الرئاسة لليقين بأن هذه الشخصية لا يمكن أن تتحصن دستوريًا بالمنصب الرئاسى فى مواجهة الجماعة. كان هذا مغزى الاختيار!
من فرط انسحاق شخصية الراحل لم يكن له أى تأثير فى محيط أسرته.
فلم ينتج أسرة إخوانية بالمعنى التنظيمى والتربوى بالمعنى العضوي.
سلوكيات أبنائه تشرح ذلك بوضوح. أحدهم قضى عقوبة فى قضية تعاطى مخدرات وجميعهم يدخنون السجائر بشراهة ويقضون أوقاتًا لطيفة فى شرب الشيشة.. ذات النكهات المتعددة!
علامات انسحاق الشخصية كانت واضحة بأفعال مادية.. مثلًا أذاعت وسائل الإعلام ذات مرة فيديو للراحل ظهر فيه أثناء تلقينه من محمد بديع، وفيديو آخر أثناء تكليفه بكتابة بيان من مرشده السابق مهدى عاكف.. يبدو أن الثورة على التنظيم قد بدأت من داخل منزل مرسى بحالة تمرد من أبنائه الذين رأوا طغيان التنظيم على شخصية والدهم.. لكن التزامهم الأدبى تجاه الأب حال دون إعلان هذا التمرد ومارسوه فى سلوكياتهم الشخصية التى خالفت تمامًا كل ما يتم تلقينه تربويًا للفرد «الإخواني» لخلق مسوخ بشرية قادرة على الالتزام بحالة أخلاقية مؤقتة تُمارس ظاهرًا أخلاقيًا ولكنها فى نفس الوقت جاهزة لتنفيذ تكليف القتل وقتما يصدر.
عن سلوكيات أبناء محمد مرسى العياط نتحدث باعتبارهم نموذجًا إخوانيًا له مدلولات شديدة الوضوح:
١- أشخاص نشأوا فى كنف بيت إخوانى فعاشوا تفاصيل اغتيال التنظيم لشخص الشبل الإخوانى فيظل طول عمره منقوص النمو الإنسانى بعدما تم حرمانه من ممارسة مشاعر وسلوكيات كل مرحلة عمرية فى وقتها الطبيعي.
٢- نفس الأشخاص اتفقوا على ممارسة التمرد الصامت فمارسوا حياة موازية مماثلة لأقرانهم العاديين بينما ظلوا يخدعون والدهم بأنهم خاضعون لولايته الإخوانية.
٣- ثلاثة من الأبناء أمام صراع نفسى ما بين مشاعر فطرية تجاه أب تستلزم الحب والاحترام، ومشاعر مضادة لا تستطيع أن تعبر عن رفض معلن لانسحاق شخصية والدهم أمام قيادات الجماعة التى يعلم الأبناء علم اليقين أنهم شخوص دون مستوى الإنسانية العادية ودون مستوى الانسحاق أمامهم أو حتى الاستجابة لهم أو أتباعهم.
التجرؤ على الله بالاستعلاء عليه مع البشر هو أخطر أنواع الكذب على الله.. لذلك يبقى الدواء من الداء!