
حازم منير
يقولون ما لا يفعلون
تستند حملات جماعة الإخوان الإرهابية للعودة لحكم مصر مجددا، إلى ادعاءات بالديمقراطية والحريات، وحرصهم على صيانتها، وتوفير مناخ آمن يتيح للمصريين التمتع بها، ويحاولون تقديم دليل تلو الآخر على مزاعمهم، وهم ينسون أو يتناسون أن الشعب لا ينسى .
فى متابعات لبعض الأخيار، شاهدت عرضا لمندوب المرشد فى رئاسة مصر الراحل د. محمد مرسى، وهو يدعو المصريين إلى تقويمه لو خرج عن التزاماته واحترامه للديمقراطية وحقوق الإنسان، أو لو أخل بتعهداته الدستورية.
حين استمعت لهذه المقولة الفاسدة، تذكرت فى التو واللحظة، الاعتداء على المعارضين فى الشارع، حين خرجوا يعترضون على الإعلان الدستورى المستبد الذى أطلقه مرسى، واستعادت الذاكرة مشهدا مؤلما لن يُمحى من ذاكرة المصريين، مشهد الاعتداء والضرب الوحشى الذى تعرض له المعارضون على أيدى ميليشيا الجماعة، والدماء تسيل على وجوههم وصدورهم، أمام سور قصر الاتحادية الرئاسى، الذى حاولوا تحويله إلى معتقل لمعارضيهم.
فى هذا اليوم كشفت الجماعة الإرهابية عن وجهها الحقيقى، وأكدت أنها جماعة مسلحة، لا ينتمى لها أعضاء، ولا تتبنى رؤية سياسية، وإنما هى جماعة عسكرية، تتكون من ميليشيات، أفرادها مسلحون بأدوات مختلفة، ويتلقون تدريبات محددة للتعامل مع المصريين الذين يخالفونهم الرأى.
هذه الأحداث المؤلمة، أكدت أن الجماعة الإرهابية، تسعى لإحلال أعضاء ميليشياتها، بديلا عن الجيش والشرطة، ومنحهم سلطة أعمال وإنفاذ قانون الجماعة ضد الشعب، ليتحولوا من أنصار إلى جهات ضبط وتحقيق، وينفذون القانون وفقا لأهواء المرشد وجماعته الإرهابية.
كل هذه المشاهد التى جرت وقائعها فى يوم واحد فقط، تدفعك للتساؤل عن مدى صدق مندوب المرشد فى الرئاسة، والذى دعا الناس إلى تقويمه، وحينما حاولوا تقويمه، فتحت الجماعة الإرهابية أبواب جهنم، وأخرجت أعضاء ميليشياتها إلى الشوارع يعيثون ضربا وقتلا فى الناس.
لن أنسى ما حييت خطاب نائب رئيس ممثل المرشد فى الرئاسة، وهو يلقى كلمة مذاعة على الهواء مباشرة، وهو رجل القانون والقضاء المعروف، محاولا تبرير الإعلان الدستورى المستبد، مستخدما كل الوسائل غير القانونية، لتكريس هذا الإعلان الفاشى، حتى أنه حذر الناس من عدم الاستجابة، مشيرا إلى إمكانية استخدام القوة، والتى يُمكن لها أن تحسم الأمر، إذا لم يتجاوب الناس مع الإعلان .
الحقيقة أن مظاهر وأحداث ومواقف جماعة الإخوان الإرهابية، ورموزها وقادتها، من قضية الديمقراطية والحريات، لا تعد ولا تحصى، وأحاديثهم الآن، عن اهتمامهم بقضية الحريات والحقوق والديمقراطية، لا يمكن أن يكون سوى عبث وهزل، وأنه مجرد أكاذيب وشعارات، لا سند لها من الواقع أو الحقيقة .
استطاعت الجماعة الإرهابية ولسنوات طويلة أن تخدع الشعب بشعارات وعناوين مُبهرة، لكنها حين حكمت مصر فى لحظة خادعة، كشفت وجهها الحقيقى، واكتشف الناس مدى كذبها وخداعها، وكراهيتها لحرية الشعب وحقوقه، وانحيازها لأهلها وعشيرتها.
هذه جماعة إرهابية، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون عكس ما يقولون.