الخميس 1 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مجلة الفردوس وتجديد الخطاب الدينى

مجلة الفردوس وتجديد الخطاب الدينى






شهدت فترة الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق توقيع عدد من البروتوكلات مع عدد من الوزارات وحين تولى  الدكتور عبد الواحد النبوى وزارة الثقافة،ذهبنا لمقابلة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف عام 2015  وكنت وقتها رئيسا للهيئة العامة لقصور الثقافة، ذهبت وفى رأسى مجموعة من الأشياء التى كنت أود طرحها،كان أساسها قائم على استخدام الأدوات الثقافية لدعم توصيل الخطاب الدينى الجديد الذى نادى به الرئيس عبد الفتاح السيسى وينادى به الجميع ومن الممكن أن يتم التعاون بين الطرفين لتحقيقه لاقتلاع الأفكار المتطرفة من نفوس الشباب والنشء وأعتقد أن الفترة الحالية تشهد تعاونا كبيرا بين وزارة الثقافة وعدد كبير من الوزارات بتوجيهات مباشرة من الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة لكى يكون هناك نتائج جيدة لتحقيق المنظومة الثقافية.
 سعدت جدا هذه الأيام حين علمت أن الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف يهتم تماما بمفردة عظيمة -رغم أن البعض قد يعتبرها بسيطة- من مفردات تجديد الخطاب الدينى للصغار وهى مجلة الفردوس للأطفال التى كانت مجرد ملحق تابع لمجلة منبر الإسلام ثم انفصلت عنها فى عهده ولم يكتف بذلك بل بدأ تطوير المجلة الصغيرة لكى تناسب العصر وتناسب الخطاب الجديد،فمجلة أطفال بجنيهين قادرة على أن تفعل الكثير وتزرع الكثير فى نفوس الأطفال لو راعت التعدد والتنوع وخرجت لتتعايش مع كل الأطفال بعيدا عن انتماءاتهم ومذاهبهم ،مجلة تقدم لهم ما يتوقعون أن يجدونه بها من أبواب ثابتة ومتحركة وقصص وسيناريوهات مصورة ومسرحيات ومسابقات وتسالى وعرض أفلام للأطفال وأشعار وتبسيط للمناهج العامة والأزهرية وخيال علمى وموضوعات تبسيط علوم تناسبهم ومعارض لرسوماتهم وأفكار جديدة طازجة،و هى بدأت بالفعل  فى تقديم بعض هذه الأشياء بروح جديدة وأظن أنها ستتواصل فى الفترة القادمة بطرح الجديد من الأفكار، كما أنها يجب أن تخرج من مكتبها إلى الأطفال فى المدارس العامة  و الأزهرية ومدارس القرآن والمدارس الخاصة والحدائق والأندية والمنتديات وغيرها وقد بدأت المجلة بباب مهم فى العدد السابق تزور فيه الأماكن،و ذلك سوف يفتح الباب واسعا لها وستجعل الأطفال جميعا يتمسكون بها لارتباطها بهم ولأنها تخاطبهم بفكر جديد وخطاب مختلف عن الخطابات الأخرى ؟لماذا لا يشترك كل مسجد فى المجلة لكى يرتبط بها الأطفال فى المساجد ويقام حولها كلام وحوار ومناقشات؟ لماذا لا يعطى المرتجع من المجلة  للأطفال الرواد بالمساجد كهدايا على سلوكهم الطيب خارج وداخل المسجد؟ لماذا لا ينشط الموقع الخاص بالمجلة كى يتفاعل مع الأطفال طوال الشهر؟
  أعتقد أن تجديد الخطاب الدينى بآليات جديدة  صار ضرورة حضارية وثقافية الآن بعد ثورة الاتصالات والمعرفة التى جعلت العالم عند أطراف أصابع البشر فى ضغطة واحدة وصار الفيس والتويتر والواتس وسائر وسائل السوشيال ميديا حديث العالم ثقافيا،من هنا يجب أن نبحث جميعا عن آليات مختلفة لتوصيل الخطاب الثقافى والدينى الذى يعتبر حجر الزواية الآن وسبب مباشر من أسباب الكثير من الفتن والتطرف الفكرى الذى تمر به بعض المجتمعات فى كل مكان ومنها بالطبع المجتمعات العربية والإسلامية ولم يعد ميكروفون المسجد هو الأداة الوحيدة لذلك .
أعتقد أن من وسائل تجديد الخطاب الدينى الذى تقدمها وزارة الأوقاف الآن مجلة الفردوس للأطفال وأعتقد أن الوزارة بدأت تضع يدها على آليات جديدة للخطاب غير مكتفية بالميكروفون الذى يعتبر السيد الأعظم فى توصيل الخطاب كل يوم جمعة،أعتقد أن تطوير هذه المجلة واحدا من أدوات تطوير الخطاب الثقافى الدينى،فلم يعد كافيا أن نستخدم وسيلة واحدة فى التوصيل بعد أن من الله على أبناء هذا الزمن بالكثير من الأدوات التى من الممكن أن نستخدمها فى توصيل المعلومة والوعظ والإرشاد والتفقه فى الدين وغرس القيم والعادات  الطيبة التى يجب أن نزرعها فى أطفال الوطن مسلمين ومسيحيين بأبسط الوسائل.
و أخيرا أتمنى أن يتم تسويق المجلة على الشوشيال ميديا بإعلانات مدفوعة الأجر وعمل حملة  إعلانية عنها فى الإعلام بعمل لقاءات وحوارات  و أخبار صحفية حولها فى وسائل الإعلام المختلفة،كما أتمنى أن تتخطى مجلة الفردوس برئاسة الدكتور أحمد عجيبة رئيس التحرير وهيئة التحرير الموقرة فكرة المجلة الملحق لتصل إلى 52 صفحة على الأقل مثل بقية المجلات الموجودة للطفل.