الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
روزاليوسف اليومية والعقاد وأسرار جديدة!

روزاليوسف اليومية والعقاد وأسرار جديدة!






«عصر ورجال» واحد من أهم كتب المفكر والمناضل والوزير الأستاذ «فتحى رضوان»، وعندما تناول فى هذا الكتاب ستة شخصيات أدبية كان من بينهم الأستاذ «عباس محمود العقاد».. الذى شغل وحده 49 صفحة من الكتاب، وفى كلامه عن العقاد أوضح أمورًا مهمة ومثيرة حول علاقة العقاد بجريدة «روزاليوسف اليومية التى صدرت فى مارس سنة 1935!
كتب الأستاذ «فتحى رضوان» يقول: «أما حياة العقاد الصحفية ففيها مرحلتان أساسيتان ولنا مع هاتين المرحلتين وقفتان كبيرتان!».
أولى الوقفتين حينما اشترك العقاد فى جريدة روزاليوسف اليومية وبدأ حملة عنيفة على الوزارة النسيمية «نسبة إلى توفيق نسيم باشا» بصفة عامة وعلى «نجيب الهلالى» وزير المعارف فى تلك الوزارة بصفة خاصة!
والثانية عندما أقفلت هذه الجريدة أبوابها، وقد كان خروج العقاد من جريدة الجهاد وانضمامه إلى جريدة روزاليوسف هو وزميله «محمود عزمى» بداية الانشقاق فى الوفد الذى انتهى بخروج «ماهر» و«النقراشى» منه ثم تكوين الحزب الجديد «الحزب السعدى».
ويتساءل «فتحى رضوان» أيهما السبب وأيهما النتيجة؟!
ويجيب على سؤاله قائلًا: «هل كان خروج العقاد وإصدار جريدة روزاليوسف اليومية سببًا للانشقاق الذى وقع فى صفوف الوفد والذى خرج بسببه بعد ذلك أحمد ماهر ومصطفى النقراشى! أم أن الانشقاق هو الذى أوحى بإصدار جريدة لا تخضع لتوجيه المباشر لزعامة الوفد وتتمتع بشىء من الاستقلال فى وضع سياستها وتنفيذها!
الذى نرجحه أن الدوائر ذات النفوذ التى ترسم سياسة مصر وتحرك الخيوط المتصلة بالزعامات والزعماء كانت قد فرغت من إصدار قرار يقضى بأن تقوم هيئة سياسية جديدة تنتمى لسعد زغلول وتعمل فى السياسة الحزبية تحت اسمه ولا تخضع فى الوقت نفسه للنحاس «ولا تدين له بالولاء»، وقد وقعت هذه المحاولة عقب وفاة «سعد» بقليل!!
وبعد فشل «فتح الله بركات» فى الوصول إلى زعامة الوفد بفضل مساعى «مكرم عبيد» الذى كان يخشى من سطوة شخصية «فتح الله بركات» وبراعته فى المناورة السياسية وقوة صلاته بزعماء الريف وأعيانهم، فقد قامت الهيئة التى عرفت بالوفديين السعديين والتى ذهبت فى التاريخ الحزبى لبلادنا باسم «السبعة ونصف» والتى كانت تضم «فتح الله بركات» و«حمد الباسل» و«على الشمس» و«فخرى عبدالنور» و«نجيب الغرابلى».
ولم تيأس الدوائر ذات النفوذ من إمكانية تنفيذ هذه الفكرة ذاتها بعد فشل محاولة إنشاء حزب الوفديين السعديين فقد كان واضحًا أن النقراشى وماهر لن يطول صبرهما على استئثار «مكرم عبيد» و«النحاس» بالسلطة فى الوفد وأن التصدع بسبب ذلك آت لا ريب فيه، فلم يبق إلا أن تحضر له الظروف وترتب له النتائج!
وفى هذا الجو نبتت فكرة إصدار جريدة يومية فى رأس «روزاليوسف» التى كانت قد أصدرت مجلة أسبوعية بدأت أدبية ثم تحولت إلى سياسية تحمست للوفد وأيدته وكانت من أقوى أدوات دعايته وأحد أسلحة الهجوم على خصومه!
وفكرت السيدة «روزاليوسف» فى أن تسند رئاسة تحرير جريدتها إلى «فكرى أباظة» الذى اعتذر لأن ولاءه لدار الهلال ولصاحبى الدار ألزمه ألا يعمل فى غير صحف هذه الدار وقد بقى وفيا لهذه الدار!! وفكرت فى أن تسند رياسة التحرير إلى محمود عزمى وكان يكتب وقتذاك فى جريدة الجهاد الوفدية التى كان يصدرها توفيق دياب وقبل عزمى أن يترك الجهاد وأن يعمل فى الصحيفة الجديدة، وحرر العقد بين السيدة روزاليوسف وبين محمود عزمى إبراهيم عبدالهادى المحامى الذى أصبح من زعماء الهيئة السعدية ثم وصل بعذ ذلك إلى رياستها بعد مقتل ماهر والنقراشى!
وللحكاية بقية..