
صبحي مجاهد
فقه الدولة.. ومواجهة التطرف
فى كل عام تنطلق العديد من المؤتمرات فى العالم الإسلامى بهدف تحقيق الرؤية المشتركة فى مواجهة الفكر المتطرف والدفاع عن الأمة والأوطان، وياتى مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف هذا العام فى نسخته الثلاثين خطوة جديدة لتحقيق مواجهة فكرية حقيقية لفكر الجماعات المتطرفة.
وأهمية مؤتمر الأوقاف المصرية هذا العام، والذى ينعقد بالقاهرة 15 سبتمبر الجارى بحضور أكثر من 100 شخصية من خمسين دولة، تأتى من كون اختيار موضعها حيث تركز على قضية الدولة، واهمية الحفاظ عليها وكيفية بناءها وفق رؤية فقهية معاصرة قادرة على تفنيد الإدعاءات المتطرفة التى تجعل من الدولة فى خصومة مع الدين.
ويكفى أن نشير إلى اهمية مؤتمر الأوقاف القادم من خلال الموضوعات التى سيركز عليها، والتى يأتى على رأسها اختيار الحاكم، والانتخابات المعاصرة، ومفهوم الدولة، وحقيقة خطابات القطيعة مع الدولة لدى الجماعات المنطرفة، وكلها تمثل نقاط ساخنة ومعالجتها يمثل بناء فكرى قوى لدعم الدولة فى مواجهة المتربصين بها واصحاب الباطل ليس فقط على مستوى الدولة الواحدة وإنما على مستوى الأمة.
إن تحقيق رؤية فقهية معاصرة فى مفهوم بناء الدولة يحقق ثقافة فكرية شرعية جديدة فى النظر إلى الدولة وكيفية تحقيق المواطنة فيها، والتقدم بها، وقد يأتى تساؤل حول ما فائدة عقد مؤتمر دولى كل عام يجتمع فيه علماء ومفكرون من مختلف أنحاء العالم ليتناقشوا حول مفاهيم بحثية داخل قاعات نقاشية؟ والجواب على هذا السؤال ياتى من حقيقة أن اجتماع علماء الأمة لا يكون على باطل، وان صدور كلمة إسلامية واحدة من مؤتمر دولى قادر على ان يكون بمثابة رسائل فكرية قوية فى مواجهة الإدعاءات المتطرفة التى تعتمد على اطلاق البيانات والرسائل المغلوطة دينيا وفكريا، بالإضافة إلى مؤتمر الأوقاف الدولى اتخذ منحى جديدا وهو تحويل التوصيات إلى برامج عمل يتم التدريب عليها للدعاة والمتخصصين فى الدعوة.
إن عقد مؤتمرات للبناء الفكرى قادرة على المواجهة الفكرية للتطرف يساعد فى تحقيق وعى دينى لاسيما إذا شمل خطة فكرية فى مجال الدعوة لمواجهة عملية للافكار المتطرفة.
ولقد أحسنت الأوقاف عندما أعلنت التركيز فى هذا المؤتمر على مشاركة واسعة من الدول الإفريقية حيث يشارك أكثر من ٢٠ دولة إفريقية إلى جانب ١٥ دولة من اسيا و١١ دولة أوروبية، وهذا من شانه أن يؤكد مكانة مصر الإفريقية، واهتمامها الفكرى والدينى إلى جانب المجالات الأخرى بالدول الإفريقية.