رشدي أباظة
زواحف «الكرامة»!
خرجت الفئران من الجحور ظنًا منها بأن الوقت حان للوثوب على الحق المبين.
خرجت الكلاب تعوى ظنًا منها بأن الأسود نائمة فلربما غابت.
خرجت الثعالب من المخابئ ظنا منها بأن الملوك فى تهاوى.
قوة الدولة تحمى المجتمع من ظهور الفئران والكلاب والثعالب والثعابين وكل ضار مؤذ.
رأيت كل هؤلاء يظهرون رءوسهم النتنة مؤخرا.
من بين ما رأيت ما ذهب إليه حزب كرتونى يدعى «الكرامة» أعلن عن تجميد نشاطه الذى لا أحد يعرفه!
من وحى فيلم «معلش إحنا بنتبهدل» للفنان أحمد آدم الذى دعا لتأسيس حزب العاطلين استمد «حمدين صباحى» فكرة حزب الكرامة الذى يعد برنامجه هو الأول من نوعه لممارسة السياسة بديلا عن حالة العطلة والتعطل المستدام.. أى أن المؤهل الرئيسى للانضمام للحزب هو أن تكون مؤمنا بقيمة اللاعمل كأسلوب حياة وليس كحالة طارئة.. وأن تتخذ من التمحور حول الفراغ هدفا سياسيا ثابتا، يمنحك ميزتين نسبيتين:
١ - بما أنك لا تفعل أى شىء فإنك لن تكون محلًا لأى تقييم أو أى انتقاد.
٢- التفرغ الدائم لتقييم الآخرين دون تقديم بديل لأنك تتخذ من الفراغ والتفريغ الاستراتيجى هدفا سياسيا ثابتا.
.. نحن الآن أمام مشهد عبثى بامتياز لكن المؤكد أن قوة الدولة التى انطلقت لن تكون إلا سيف حق يحمى مصر من كيد الكائدين.
